10/3/2025
استعرضت وسائل إعلام إسرائيلية تطورات المفاوضات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسط استياء إسرائيلي من قنوات الاتصال المباشرة التي فتحتها واشنطن مع الحركة دون تنسيق مسبق مع تل أبيب.
وقال رئيس قسم الشؤون العربية في قناة “كان 11″، روعي كايس، إن مسؤولاً في إحدى دولتي الوساطة العربية أكد له أنه من المتوقع وصول المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى المنطقة خلال يومين، بما في ذلك زيارة إلى قطر.
وتشير التوقعات إلى أن هذه الزيارة قد تؤدي إلى تحريك المفاوضات لتمديد وقف إطلاق النار وتقليص فرص العودة للقتال في قطاع غزة.
ويرتبط هذا التطور بما أوضحه المحلل السياسي في موقع والا، باراك رافيد، الذي أشار إلى أن “الوفد الإسرائيلي الذي سيتوجه إلى الدوحة هو نتيجة لإدراك إسرائيل أن تقاعسها في الأسابيع الماضية أدى إلى فقدانها السيطرة على المفاوضات حول صفقة الأسرى”.
وأضاف “رأينا ذلك في المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، التي وضعت إسرائيل خارج الحدث تماما”.
وفي السياق ذاته، لفتت مراسلة الشؤون السياسية في القناة الـ13، موريا أسرف والبرغ، إلى أن الإسرائيليين “فوجئوا من المحادثات المباشرة بين حماس والولايات المتحدة”، مؤكدة أن “هناك انتقادات كثيرة من الجانب الإسرائيلي، ويقولون إن هذا حدث من وراء ظهورهم”.
وأكد مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ12، أنير دفوري، أن “إسرائيل منزعجة جدا من قناة الاتصال الالتفافية التي فتحتها الولايات المتحدة مع حماس، وهذا الأمر يترك إسرائيل في وضع لا يمكّنها من العمل عندما يعمل الأميركيون من ورائها وتدفع أثمانا دون أن تكسب ما تتوقعه”.
ضمانات أميركية
وأضاف المحلل السياسي، شلومي إلدار، أن “تقارير تقول إن آدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص بشؤون الرهائن التقى بشكل مباشر مع رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، وإن لم يكن هذا اعترافا بحكم الأمر الواقع بحماس، فأنا لا أعرف ما هو الاعتراف بحكم الأمر الواقع”.
ومن جهته، يرى قائد السلاح البحري الإسرائيلي سابقا، إليعازر تشايني ماروم، أن “هناك أولوية كبرى بالنسبة لإسرائيل لاستمرار المحادثات ومحاولة التوصل لتسوية، وبالرغم من أن الولايات المتحدة تتواصل مباشرة مع حماس ويبدو أن ذلك يجري دون معرفتنا، فنحن لا نعلم ما يحدث هناك بالضبط، لكنني أعتقد أن هذه هي الفرصة الوحيدة لاستعادة المزيد من الأسرى إلى بيوتهم”.
وفي السياق نفسه، قال رئيس قسم الدراسات الفلسطينية بجامعة تل أبيب، ميخائيل ميلشتاين: “يجب أن ننتبه أن حماس كانت تقول إن هناك ضمانات تجاههم بشأن وقف الحرب والانسحاب، وهذا يختلف عن كل ما سمعناه طوال هذا الأسبوع في إسرائيل”.
وأشارت والبرغ إلى أن “إسرائيل سمحت بـ7 أيام كاملة بوقف لإطلاق النار دون إطلاق سراح أسرى، وهذا يتعارض مع كل البيانات التي صدرت عن مكتب رئيس الحكومة”.
وفي تقييم لموقف حماس، قال محلل الشؤون السياسية في القناة الـ13، حيزي سيمانتوف، إن “حماس مستعدة لتقديم المزيد من المبادرات تجاه الأميركيين، على هيئة إطلاق سراح المزيد من المخطوفين إذا قدم لهم الأميركيون ضمانات مؤكدة بأنهم سيلزمون إسرائيل بإجراء مفاوضات جدية حول المرحلة الثانية وتنفيذ بعض مكوناتها، ولا نعلم إن كانت حماس قد حصلت على أمر كهذا أم لا”.
ومن ناحيته، أوضح مستشار وزير الدفاع سابقا، باراك سري، أنه “لا شك في أن هناك أمرا ما يجري في الكواليس من قبل الولايات المتحدة، وإلا لما أصدرت حماس هذا البيان المتفائل، فهذا ليس نهجهم إلا إذا قرؤوا شيئا ما”.
وأضاف: “إذا كانت الضمانات حقا بإنهاء الحرب وانسحاب الجيش من قطاع غزة، فستكون هناك تداعيات كبيرة على المستوى الحزبي أيضا”.