تصاعدت دعوات في وسائل الإعلام الإسرائيلية لضرورة تولي إسرائيل زمام المبادرة في مواجهة جماعة أنصار الله (الحوثيين) بدلاً من الاعتماد على الولايات المتحدة، وذلك بعد نجاح صاروخ باليستي حوثي في اختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية واستهداف مطار بن غوريون في ضربة وصفها محللون عسكريون بـ”غير المسبوقة”.

وفي تفاصيل الحادثة، أكد مراسل الشؤون العسكرية بالقناة 13 أور هيلر وجود إخفاق دفاعي قائلاً: للأسف، هناك فشل في نظام الدفاع الجوي التابع للقوات الجوية وكذلك التابع للأميركيين في محاولاتهم اعتراض صاروخ أرض أرض حوثي عالي الجودة.

وعززت مصادر إعلامية أخرى هذا التقييم، إذ أوضح مراسل القناة 12 نيتسان شابيرا أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية “حيتس”، وكذلك منظومة الدفاع الأميركية “ثاد”، أطلقتا صواريخ اعتراضية باتجاه الهدف لكنهما فشلتا في اعتراض هذا الصاروخ الباليستي الذي تمكن في النهاية من تحقيق إصابة وسط البلاد.

ولفت شابيرا إلى خطورة هذا التطور قائلاً: هذه هي المرة الأولى منذ استئناف القتال في قطاع غزة وانتهاء وقف إطلاق النار التي يخترق فيها صاروخ باليستي من اليمن جميع أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية ويسقط في الأراضي الإسرائيلية، مضيفاً أن هذا الحادث قيد التحقيق من قبل المؤسسة الأمنية لفهم سببه ولمنع تكراره.

وأثار هذا الاختراق الدفاعي موجة من النقد للاستخفاف السابق بقدرات الحوثيين، حيث عبّر مقدم برامج في القناة 14 عيد تاوير عن استغرابه قائلاً: هناك من ضحكوا وهناك من سخروا وقالوا ما الذي يمكن أن يشكله تهديد على بعد 2000 كيلومتر عنا.

وأضاف أن ما حدث كشف حجم التهديد الكبير والخطير جداً القادم من الحوثيين في اليمن، حيث إن صاروخاً باليستياً قادماً من اليمن لم ينجح اعتراضه سقط في منطقة مطار بن غوريون.. “ليرينا معنى أن تصلنا صواريخ تُطلق من اليمن، وربما يطرح السؤال: من الذي يعمل ضد هذا التهديد الكبير، وهل من الصائب أن نترك التعامل مع الحوثيين في اليمن للأميركيين؟”.

أضرار مادية

وفيما يتعلق بالأضرار المادية، كشفت مراسلة شؤون الطيران في القناة 13 نوغا نيرنلمان تفاصيل الخسائر داخل المطار، مشيرة إلى وجود أضرار في صالة المسافرين رقم 3، وفي الخيمة القريبة منها، وسقوط حطام داخل منطقة صالة المسافرين نفسها.

ولم تقتصر التداعيات على الأضرار المادية فحسب، بل امتدت لتشمل مستقبل الرحلات الجوية، فقد حذرت نيرنلمان من أن هذا الحادث يعتبر تهديداً صعباً يواجه شركات الطيران الأجنبية واستعدادها لمواصلة الرحلات الجوية إلى إسرائيل، وذلك على الرغم من استئناف عمليات الإقلاع والهبوط.

وإزاء هذا التطور، ظهرت تصريحات رسمية تعهدت بالرد، فقد نقلت القناة 12 تصريحاً لوزير الدفاع يسرائيل كاتس توعد فيه بأن “من يهاجمنا سنهاجمه أضعافاً مضاعفة”.

ودعماً لهذا التوجه، أكد مراسل الشؤون العسكرية في القناة 14 هيل بيتون روزين ضرورة التحرك العسكري المباشر قائلاً “لا خيار لنا سوى ضرب الحوثيين”، مشيراً إلى أن المشكلة كانت واضحة منذ فترة طويلة.

وأوضح موقفه قائلاً “لقد رأينا هجماتهم، رأينا كيف يحاولون تشويش طبيعة حياتنا، لكننا لم نهاجمهم بالمقابل.. لماذا؟ لأن الأميركيين يقومون بشن هجمات عليهم، ولقد أدركنا أننا كنا مخطئين، على الأقل برأيي أنا”.

وانتقد روزين السياسة السابقة تجاه الحوثيين، مؤكدا أنه لا خيار أمام إسرائيل الآن إلا الرد، لافتاً إلى أن وزير الدفاع أصدر بياناً أكد فيه أن “الرد قادم”، في إشارة واضحة إلى تحول محتمل في سياسة إسرائيل تجاه الحوثيين.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version