واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية التركيز على صور اللحظات الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، والذي استشهد في اشتباك مع قوات الاحتلال. هذه الصور، التي التقطتها طائرة مسيّرة إسرائيلية، أثارت جدلًا كبيرًا في الأوساط الإعلامية، حيث تساءل الإعلاميون الإسرائيليون عن استراتيجيات الجيش في نشر هذه الصور، خاصة في ظل ردود الفعل الإيجابية التي أظهرها الفلسطينيون والعرب تجاه السنوار ودوره كزعيم للمقاومة.

اعتبر اليئور ليفي، محلل الشؤون الفلسطينية في قناة “كان 11″، أن النظرة إلى هذه الصور تختلف جذريًا بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إذ يراها الفلسطينيون والعرب كدليل على شجاعة السنوار وإصراره على المقاومة حتى اللحظة الأخيرة، بينما تعتقد إسرائيل أن هذه الصور تعكس إهانة له. وحذر ليفي من اعتقاد إسرائيل بأنها ستشكل نوعًا من الإذلال للسنوار في نظر جماهير المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الصورة العامة للسنوار ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال القادمة.

جدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن مقتل السنوار في حي تل السلطان بمدينة رفح، حيث اعتبره مسؤولاً عن تنفيذ الهجمات ضد مستوطنات إسرائيلية بما يعرف بـ “طوفان الأقصى”. الصور التي انتشرت تُظهر السنوار ملثمًا، وهو يواجه المسيّرة الإسرائيلية بجرأة، مما يعزز من صورته كرمز للمقاومة في أعين كثيرين. صورته وهو يلقي عصا خشبية تجاه الطائرة تعبر عن تحدي كبير للاحتلال، ويزيد من رمزيته في نظر قاعدة مقاومي الاحتلال.

رغم أن روعي شارون، المحلل العسكري في نفس القناة، رأى أن الصور لا تضفي أي مجد للسنوار بل تظهره في وضع متدنٍ، إلا أن ليفي، في رد على رأيه، أوضح أن الصور لم تُنشر لتخدم أي طرف، بل كانت تعبيرًا عن تصورات الجيش نحو ما يراه عبر عدسة الإعلام. وفي الوقت الذي يعتقد فيه بعض المحللين أن الجيش قام بتشويه صورة السنوار، يشدد ليفي على أن جيش الاحتلال قد جازف بقراءة خاطئة لعقلية حماس وأساليبها في المقاومة.

في ظل هذه المواقف، أضافت القناة 13 الإسرائيلية أن الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يحيطون بالسنوار في تلك اللحظات أعطوا انطباعًا للعالم بأن الزعيم حماس سقط بطريقة مذلة، لكن الأمور قد تبدلت بعد نشر فيديو الطائرة المسيّرة. هذه المقارنة بين الانطباع الأولي والانطباع الناتج عن الفيديو تكشف عن التحولات الكبيرة في التفكير الاستراتيجي لدى حماس وتفسير ممارساتها خلال النزاعات.

وفي تعليق لصحفي من وكالة رويترز، عقب على الفيديوهات المروجة أنه قدّم صورة للسنوار كقدوة للمقاومة الفلسطينية، حيث يحارب رغم إصابته. هذه الرواية تعكس طريقة تفكير حماس وجمهورها، حيث يُنظر إلى الزعيم كرمز للتحدي والصمود في مواجهة الاحتلال، مما يعزز من الشعور الوطني والمقاوم لدى الفلسطينيين في تلك الأوقات الحرجة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version