تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية الوضع المتصاعد على الجبهة اللبنانية في ظل التحذيرات المتزايدة من احتمال تحول الصراع إلى حرب استنزاف طويلة الأمد. يأتي هذا في وسط تبادل التصريحات غير العادية من قبل مسؤولين إسرائيليين سابقين حول طبيعة الصراع ومستقبله في المنطقة. تهدد هذه التصريحات بإبراز تأثير الصراع اللبناني-الإسرائيلي على مجمل الوضع الأمني، مما يدفع بالمؤسسة العسكرية والسياسية إلى إعادة تقييم استعداداتها وإقدامها.
في الآونة الأخيرة، أفادت تقارير القناة 12 الإسرائيلية، التي أوردت تفاصيل عن التصعيد البلاغي والعملي من الجانب اللبناني، خاصةً مع تسجيل ما يقرب من 130 صاروخًا و10 طائرات مسيرة تم إطلاقها عبر الحدود اللبنانية خلال فترة زمنية قصيرة. هذه التطورات رفعت مستوى التحذيرات الداخلية، حيث تسببت الصفارات التي دوت في المناطق الإسرائيلية في اضطرار حوالي مليون شخص للبحث عن مأوى، مما يعكس حالة من القلق الشديد لدى السكان الإسرائيليين.
وحول طبيعة هذه المعارك، بدا للعديد من المحللين العسكريين أن إسرائيل تخوض حرب استنزاف حقيقية، كما ذكر ميخائيل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية. أكد ميلشتاين على استمرار القصف المتبادل بين الطرفين حتى بعد مرور حوالي 40 يومًا على مقتل الأمين العام لحزب الله، ما يعكس رفع مستوى التوتر في المنطقة. كما أضاف القائد العسكري السابق عميخاي بك أن هناك نوعاً من “الصحوة” بين عناصر حزب الله، مما يشير إلى تنظيم عملياتهم بشكل أفضل في الآونة الأخيرة.
في سياق آخر، انتقل النقاش إلى العلاقة الفلسطينية-الإسرائيلية، حيث نقل الصحفي جدعون ليفي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك تصرحًا مثيرًا استعاد فيه ذكرى مقابلة له قبل خمسة وعشرين عامًا. في هذه المقابلة، تحدث باراك بصراحة عن احتمال انتمائه لو ولد فلسطينياً، قائلاً إنه كان سيلتحق بتنظيم مقاوم. تعتبر هذه التصريحات نوعاً من الاعتراف بأهمية النضال الفلسطيني ومكانته في مفهوم الحقوق الإنسانية.
ليفي، الذي سلط الضوء في تحليلاته على الحادثة التي تُظهر عنف قوات الاحتلال، أشار إلى مقتل طفل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي بعد أن رمى حجرا على إحدى المركبات العسكرية. من خلال مقارنة هذا الحدث بما يحدث في أوكرانيا، تساءل ليفي عن الفرق بين من يرمي حجراً على دبابة روسية في أوكرانيا ومن يقوم بذلك في فلسطين، مما يعكس تناقضاً في كيفية معاملة المحتلين للشعب المحتل، وقد يسلط هذا الضوء على الممارسات العسكرية الإسرائيلية ودوافعها.
بهذا الشكل، يجسد ادعاء ليفي والصحفيين الذين يواجهون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مشهدًا معقدًا من التوتر والإجراءات العسكرية، في ظل الحرب الاستنزافية القائمة بين إسرائيل وحزب الله. يتركز النقاش حول تأثير هذه الصراعات العديدة في منطقة الشرق الأوسط على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكيف يمكن أن تؤثر على المجتمعات المحلية وتوليد البحث عن حلول سياسية دائمة تعزز من الاستقرار وتقلل من احتمالات المواجهة العسكرية.