اتفق محللون ومسؤولون إسرائيليون سابقون على أن مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يمثل نقطة تحول في الحرب الجارية. حيث أكد دفير كريب، المسؤول السابق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، على ضرورة أن تأخذ إسرائيل الحذر بدلاً من الاحتفال، مشددًا على أهمية استغلال هذا الوضع للدفع نحو صفقة تبادل أسرى. وهذا يأتي في ظل اعتقاده بأن الأجدر هو الدخول في مفاوضات تسوية أثناء فترة ضعف حماس وحزب الله.
من ناحية أخرى، حذر اللواء الاحتياطي إيتان دنغوت، الذي شغل سابقًا منصب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، من تصاعد الفوضى في غزة، والافتقار إلى تنظيم حماس. وتأكد الجيش الإسرائيلي من مقتل السنوار، من خلال الصور التي نشرت والتي تظهره ملثماً ومسلحاً، حيث قُتل أثناء استهدافه بقذيفة دبابة بعد محاولته مواجهة المسيرة الإسرائيلية.
في سياق متصل، أشاد قائد الوحدة 8200 الاستخبارية الإسرائيلية سابقاً حنان غيفن بالسنوار وقدرته على تضليل الأجهزة الإسرائيلية وضمان سرية الهجوم الذي نفذته كتائب القسام في السابع من أكتوبر 2023. وقد وصف غيفن مقتل السنوار بأنه “نقطة تحول” في صراع طويل الأمد، كما اعتبر أن ما حدث يُشكل أسوأ يوم بتاريخ إسرائيل ويتطلب إعادة تقييم الاستراتيجيات العسكرية والسياسية.
وبالتزامن مع الأحداث، شددت عينات هوخبيرغ مروم، الخبيرة في الجيوسياسة والأزمات، على أن مقتل السنوار لا يعني القضاء على حماس، محذرة من تصعيد محتمل في ظل الظروف المتغيرة في المنطقة، بما في ذلك احتمال اندلاع حرب جديدة في لبنان أو انتفاضة ثالثة. وعبر محلل الشؤون السياسية بالقناة الـ13 الإسرائيلية غيل تماري عن اعتقاده بأن حماس ستظل موجودة كحركة فكرية وقد تعزز وضعها في حال عدم وجود بدائل معتدلة.
في الوقت نفسه، وصف شقيق أحد الأسرى الإسرائيليين ما حدث بأنه “لحظة ذهبية” للمطالبة بإطلاق سراح كافة المحتجزين في غزة. وأشار إلى ضرورة اتخاذ قرارات فورية قبل أن تغلق النافذة المتاحة، محذرًا من احتمال أن تجد إسرائيل نفسها أمام وضع صعب مع وجود مفقودين لديها دون معرفة أدنى تفاصيل عنهم.
وأخيرًا، أعاد أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، التأكيد على المخاوف المتعلقة بمصير الأسرى، مشيرًا إلى أن سيناريو مشابه لسيرة الطيار الإسرائيلي رون آراد، الذي سقطت طائرته في لبنان عام 1986، قد يتكرر. ويعتبر هذا التحذير بمثابة إنذار للأطراف المعنية حول المخاطر المحيطة بالأسيرين وما يمكن أن يترتب على التصعيد المستمر في الصراع.
