أكد محللون عسكريون إسرائيليون لمختلف وسائل الإعلام أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات كبيرة في تحقيق تقدم ملموس في العمليات العسكرية التي يقوم بها، خاصةً في قطاع غزة. وأشار يتسحاق بريك، القائد السابق للفيلق الجنوبي والكليات العسكرية، إلى أن المزاعم الإسرائيلية حول تدمير 50% من الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس تعتبر أكاذيب، حيث أكد أن مقاتلي حماس لا يزالون موجودين داخل الأنفاق ويواصلون استخدامها للدفاع عن أنفسهم. وأضاف أن الاقتحامات التي يقوم بها الجيش لم تسفر عن أي نتائج إيجابية، بل بالعكس، فإن مقاتلي المقاومة يتجنبون المواجهات المباشرة ويستخدمون الأنفاق كملاذ آمن.
وعلّق بريك على ما يسمى “الانتصارات العظيمة” التي يزعم الجيش أنه حققها في مناطق مثل جباليا، مشددًا على أن هذه الانتصارات هي في الحقيقة مجرد أوهام ولا تعكس الواقع على الأرض. حيث استنكر بريك عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على البقاء في المناطق التي تم احتلالها، مشيرًا إلى أن القوات تتعرض لضغوطات شديدة خلال المعارك، وأن العديد من الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم هم في واقع الأمر أبرياء ولا يجب اعتقالهم.
في سياق متصل، تناول يارون أبراهام، مراسل الشؤون السياسية في قناة 12، مسألة البحث عن تسوية أو وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، موضحًا أن هذا الملف مرتبط بأجندة حزبية لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأكد أن هناك استنتاجات من أجهزة الأمن تفيد بأنه تم استنفاد العملية البرية في الجنوب اللبناني، إلا أن هذه التوصيات لا تسير مع الاعتبارات الحزبية التي تخص نتنياهو، مما يعقد الأمور بشكل أكبر.
من جانبها، رصدت دانا فايس، محللة الشؤون السياسية، أن حركة حماس لم تتأثر بوفاة رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، وأنها لا تزال متمسكة بمواقفها. رغم الأمل الذي كان يراود البعض بأن مقتله قد يؤدي إلى بعض التغييرات في استراتيجيات الحركة، إلا أن هذا لم يتجسد على الأرض. ولخصت فايس الوضع قائلة إن مطالبة وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي بالتحرك بأخلاقية لم تحقق أي نتائج ملموسة حتى الآن.
وفي ختام الحديث، يبدو أن الموقف العسكري الإسرائيلي يعاني من تعقيدات وصعوبات في تنفيذ استراتيجياته، خاصةً مع وجود مقاومة مستمرة من حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية. كما أن الضغط السياسي المحلي وتعقيدات الوضع في لبنان وغزة يساهمان في زيادة المأزق الذي يواجهه الإسرائيليون، مما يدعو إلى الحاجة الملحة لإيجاد حلول واقعية تنهي الصراع وتحقق مصلحة جميع الأطراف المعنية.