عكست ردود أفعال وسائل الإعلام الإسرائيلية على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية تباينًا واضحًا في المشاعر بين التفاؤل المفرط لدى اليمين المتطرف والتحليلات الحذرة للخبراء السياسيين. فقد أشارت محللة الشؤون السياسية في القناة 12، دفنا لئيل، إلى حالة من عدم اليقين تسود في إسرائيل بشأن طبيعة ترامب المتغيرة. وعلى الرغم من تفضيل العديد من الإسرائيليين له على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، التي اعتبروها أقل التزامًا بالقضية الإسرائيلية، فإن هناك قلقًا حول ما ستتمخض عنه فترة رئاسته الجديدة. كما دعت لئيل إلى الاهتمام بخطاب ترامب، مشيرة إلى أنه كان مركزًا بشكل أكبر على قضايا الاقتصاد والحدود ولم يذكر مسائل تتعلق باليهود أو الأسرى، مما يثير تساؤلات حول موقفه من القضايا الإسرائيلية.

على الجانب الآخر، أبدى قادة اليمين المتطرف حماسًا كبيرًا لفوز ترامب. وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، من أبرز المهنئين، حيث اعتبر أن الوقت قد حان لفرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية وإقرار تشريع يجيز الإعدام لمن يعتبرهم “مخربين”. وأعرب عن ثقته بأن ترامب سيدعم هذه الخطوات، مما يعكس توجه اليمين المتطرف نحو اتخاذ مواقف أكثر تشددًا في قضايا السياسة الإسرائيلية. هذا الحماس يعكس أيضًا تصورًا بأن ترامب سيكون داعمًا لإجراءات أكثر صرامة في مواجهة التهديدات الإقليمية.

وفيما يتعلق بملف الأسرى، قدم أور هنتروف، المتحدث السابق باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن، تحليلاً مختلفًا يشير إلى الطبيعة غير المتوقعة لترامب، التي قد تدفع إيران إلى الضغط على حماس لتحقيق مزيد من المرونة. ورجح إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى قبل مغادرة ترامب للبيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني المقبل. وذلك يوضح أن هناك انفتاحاً على مفاوضات قد تفضي إلى حلول تسهم في استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية.

من جانب آخر، يعبر أهالي الأسرى عن آمالهم في أن يسهم فوز ترامب في الدفع نحو حلول سريعة للملف. على سبيل المثال، رأى روبي حين، والد أسير إسرائيلي محتجز في غزة، أن فوز ترامب قد يشكل فرصة لتحرير المخطوفين، حيث أشار إلى احتمال أن تضغط إدارة بايدن على حماس لتكثيف جهودها قبل تسليم السلطة. هذا الرأي يعكس أملاً لدى بعض الأهالي بأن تكون هناك تغيرات إيجابية في المقاربة للملف قبل انتقال السلطة.

على الرغم من التحليلات المتفائلة من بعض الأفراد، إلا أن مواقف أخرى تعكس تشدداً أكبر في التعامل مع غزة. فقد أكد عضو الكنيست عن حزب “قوة يهودية”، ألموغ كوهين، على ضرورة إنهاء المهمة في قطاع غزة بشكل كامل، ورفض أي فكرة تشير إلى إمكانية تحول “العدو” إلى مسالم. هذه التصريحات تبين الصراع الداخلي في الأوساط السياسية الإسرائيلية بين الرغبة في تحقيق السلام والضغوطات الأمنية والسياسية التي تشدد على مواجهة العنف.

بشكل عام، تتزامن ردود فعل الإعلام الإسرائيلي وأوساطه السياسة مع الفائز في الانتخابات الأميركية، حيث تعكس آمالًا وتخوفات متباينة تبرز انقسامات في الرؤى والأساليب للتعامل مع التحديات المختلفة في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.