في جولة مأساوية من الصراع المستمر، تُظهر قصة الطفلتين رغد العجل وجنى تأثير الحروب ومآسي الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. في الخامس من نوفمبر 2023، تعرض منزل العائلة في دير البلح للقصف، فأسفر ذلك عن فقدان رغد لعائلتها كاملة، بينما فقدت جنى والدتها وأخواتها في مجزرة ضمت العديد من العائلات. لا تقتصر معاناة الطفلتين على فقدان ذويهما، بل تعيشان حالياً في خيمة مع عمّهما في ظروف صعبة، مما يجعلهما مثالًا حياً على معاناة الكثير من الفلسطينيين خلال هذه الحرب القاسية التي طالت العديد من العائلات.

تعكس ظاهرة “إبادة العائلات” التي تمارَس بفعل الحرب الإسرائيلية على غزة، أساليب الاحتلال التي تؤدي إلى إهلاك الأسر بالكامل، حيث تشير التقارير إلى أن هناك 6644 عائلة قد محيت من الوجود، بين عائلات أُبيدت بالكامل وعائلات نجى منها فرد أو اثنان فقط. تُظهر الأرقام تفشي الظاهرة، إذ شملت تسجيل 901 عائلة أُبيدت بالكامل، مما يكشف حجم المأساة الإنسانية والدمار الكبير الذي خلفته هذه الحرب.

من الجوانب البارزة في تلك المجازر، تشير التقارير إلى الأيام الأكثر دموية، وكان أبرزها يوم 24 أكتوبر 2023، حيث سقط فيه 626 شهيدًا، تلاه يوم 23 من نفس الشهر بحصيلة 579 شهيدًا. تُظهر الأرقام مدى تفشي العنف والدمار الذي حصد أرواح الأعداد الكبيرة من المدنيين، وسط انعدام الأمان وعدم وجود تحذيرات قبل القصف، حيث يستعمل الاحتلال سياسة قصف البيوت على ساكنيها بلا رحمة.

السبب الرئيسي وراء إبادة العائلات يتمثل في الإرھابات الوحشیة التي يتبعها الاحتلال، حيث يتيح استخدامه لأسلحة قوية مثل القنابل العملاقة من طراز مارك 80، والتي تتسبب في دمار هائل، حيث تُستخدم ضد المنازل المكتظة بالسكان. هذه القنابل ليست فقط مدمرة بل تحمل معها إلى جانب الأرواح خسائر بشرية فادحة تُسجل في تاريخ الاحتلال، مما يرمز إلى معاناة متواصلة يتجرعها الفلسطينيون.

تتعدد المجازر التي تعرضت لها العائلات الفلسطينية، فبينما يُسجل من بين المجازر الأسوأ، مجزرة عائلة أبو عيدة في 5 نوفمبر والتي أسفرت عن استشهاد 120 شخصًا، نجد أن مجزرة عائلة دغمش وأخرى لعائلة جحا سجلت أعدادًا مرتفعة من الشهداء كذلك، مما يعكس الوتيرة المتسارعة للقصف والمجازر ضد المدنيين. تسرد الظاهرة القاسية كيف تفرغ الحرب من الإنسانية وتنتهك أبسط حقوق الناس في الحياة.

تُعد قصص الحزن والفقدان الشاهد حياً على ما يجري في غزة، وتعتبر تجسيدًا للمعاناة المستمرة، إذ أن رغد وجنى تمثلان الوجع الفلسطيني في العيش بلا أهل، بلا مأوى، وفي ظروف مذرية، مما يفتح الأبواب أمام المجتمع الدولي للتفكير في مسؤولياته تجاه هذه الكوارث الإنسانية. مع استمرار الوضع الحالي، تتطلب الظروف جهودًا إنسانية عاجلة وأن تكون هذه الحكايات دافعًا للضغط من أجل إنهاء هذا الصراع البشع الذي لا يرحم الأطفال والعائلات.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version