تتناول صحيفة “إزفيستيا” الروسية في تقريرها إمكانية دعم حركة طالبان لإيران في صراعها مع إسرائيل، حيث يشير التقرير إلى أن هذا الدعم مرجح، لكنه سيكون محدودًا. يتعلق الأمر بشكل أساسي بغض طالبان الطرف عن تجنيد إيران لمقاتلين أفغان شيعة للقتال في لبنان. يُبرز التقرير الموقف الثابت الذي تبنته حركة طالبان في دعم القضية الفلسطينية، لا سيما بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، وهو ما يعكس تعاطف الحركة مع الشعب الفلسطيني وتضامنها معه.

يرى التقرير أن تعلق طالبان بإيران ظهر عبر تصريحات حسن كاظمي، الممثل الخاص للرئيس الإيراني في أفغانستان، الذي اعتبر أن أفغانستان تشكل جزءًا من “محور المقاومة” ضد إسرائيل، مضيفًا أن سياسة الحركة تعبر عن موقف الشعب الأفغاني العام الذي يدعم حق الفلسطينيين. ومع ذلك، يبقى السؤال حول كيفية إمكانية تمكن طالبان من تقديم دعم حقيقي لطهران، خصوصًا في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد، الأمر الذي قد يعيقها عن الانغماس في صراعات إقليمية أخرى.

يشير التقرير إلى أن الظروف الحالية في أفغانستان، ومع وجود العديد من التنظيمات الإرهابية، تحد من قدرة طالبان على تقديم دعم فعّال. فقد أكد نيكيتا ميندكوفيتش، الخبير بالشؤون الأفغانية، أن الدعم المحتمل من الأفغان قد ينحصر في القيام بدور متطوعين في الصراع، ولكن يشدد على أن لهم خبرة في القتال يمكن أن تسخر لصالح إيران في حالة توجههم إلى لبنان.

علاوة على ذلك، تتحدث المعلومات الواردة في التقرير عن ظهور أنباء مطلع عام 2024 تفيد بأن طالبان أبدت موافقة ضمنية على تقديم إيران لمقاتلين من الطائفة الشيعية في أفغانستان. رغم ذلك، نفت طالبان هذا الأمر بشدة، مؤكدة على خطورة استجلاب مقاتلين من خارج البلاد، الأمر الذي يشير إلى التوتر الذي قد ينشأ في العلاقات بين البلدين إذا استمرت محاولات التجنيد.

من جانب آخر، يأتي رأي عمر نصار، الباحث في معهد الدراسات الشرقية، ليعبر عن الاعتقاد بأن طالبان قد تتجاهل تصرفات إيران في هذا السياق، إلا أن التشكيلات الشيعية قد تكون تعرضت للإضعاف نتيجة سعي طالبان لنزع السلاح. كما أن هذا الضعف قد يؤثر على قدرة إيران في استقطاب المقاتلين المؤيدين لها، مما يشير إلى وجود تعقيد في العلاقات التي تربط البلدين.

في النهاية، يختم التقرير بالإشارة إلى أن الإستراتيجية الإيرانية في مواجهة إسرائيل تعتمد على تعزيز وجود وكلاء إيرانيين في المنطقة، بما في ذلك تشكيلات شيعية من أفغانستان. يبدو أن طالبان تمر بفترة حرجة تتطلب منها اتخاذ قرارات حذرة، حيث يتعين عليها الموازنة بين دعم فلسطين والتعامل مع الضغوطات والقيود الداخلية التي تواجهها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version