تقرير لصحيفة واشنطن بوست يكشف عن تجديد روسيا لمنشأة أبحاث عسكرية للأسلحة البيولوجية تُعرف باسم زاغورسك-6، تحت إشراف صورة الأقمار الصناعية. تقع هذه المنشأة في سيرغييف بوساد-6، وتُظهر التحليلات أن روسيا أنشأت عشرة مبانٍ جديدة على مساحة واسعة بعد بدء الحرب مع أوكرانيا. يُعتقد أن المنشأة كانت ضمن مراكز الجيش الأحمر المغلقة في الحقبة السوفياتية المرتبطة بأبحاث سرية للأسلحة النووية والكيميائية، مما يثير القلق حيال استخدامها الحالي والمستقبلي.
المدينة المحيطة، سيرغييف بوساد، تضم حوالي 110,000 نسمة و6,000 عالم، مما يجعلها مركزًا مهمًا للأبحاث العسكرية. لقد صرح المسؤولون الروس بأن المنشأة ستُستخدم لتقوية الدفاعات ضد الأسلحة البيولوجية، وقد طورت اللقاحات خلال جائحة كورونا. ومع ذلك، فإن تاريخ المنشأة وبنيتها التحتية الحالية يثيران المخاوف بشأن إمكانية استخدامها في الصراع الأوكراني أو غيره من الصراعات المستقبلية.
تداولت روسيا تبريرات حول الطابع الدفاعي لأبحاثها البيولوجية، ومع ذلك، فإن التحليلات تشير إلى إمكانية وجود قدرات هجومية. يوضح هذا التقرير أن الرئيس الروسي بوتين قد أشار إلى ترسانة بلاده النووية كجزء من هذا التوجه، إذ زعم مسؤولون روس أيضًا أن أوكرانيا قد تنوي استخدام أسلحة بيولوجية ضد القوات الروسية، مما يثير التساؤلات حول استراتيجيات التضليل الروسية المشابهة لما تم استخدامه خلال الحرب الباردة.
استندت الصحيفة إلى تحليل مهني من قبل مختصين استخباراتيين وعسكريين مما أثبت وجود أربع منشآت تم تجهيزها بوسائل تهوية متقدمة تُستخدم عادة في المختبرات قيد السلامة البيولوجية 4. تشير هذه المرافق إلى التعامل مع الأمراض شديدة العدوى ومن المحتمل أن تكون قيد الاستخدام لأغراض هجومية ودفاعية. فعملية استبدال الهواء مرارًا وظهور الأنظمة المعقدة تعزز القلق بشأن نوع الأبحاث التي تُجرى داخل هذه المنشأة.
تشير الصور التي تم التقاطها في العام 2023 إلى بناء أنفاق تحت الأرض لتمكين النقل الآمن للمركبات والأفراد، مما يضيف بعدًا أمنيًا للبنية التحتية المعقدة. كما أن القرارات بشأن تعزيز الإجراءات الأمنية، بما في ذلك إنشاء نقاط تفتيش وإزالة الأشجار حول المنشأة، تشبه تلك المتبعة في القواعد العسكرية الروسية.
تظل حالة الارتباك والقلق تسود بين الخبراء الغربيين حيال الغرض الحقيقي من منشأة سيرغييف بوساد-6 وسط النفي الروسي المتواصل لاستخدامها في تطوير الأسلحة البيولوجية. فالسرية المحيطة بالموقع، إضافةً إلى القيود المفروضة على دخول الخبراء الدوليين، تعزز من الغموض حول الأنشطة التي تجري داخل هذه المنشأة وقدرتها على التأثير على الصراعات الجارية والمستقبلية.