في ظل التصاعد المستمر للجدل حول حادثة البحر الميت، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بيانًا توضيحيًا بشأن منفذي العملية، الشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة. ورغم هذا البيان، لم يتوقف النقاش حول موقف الحركة الإسلامية، حيث طالبت أصوات قريبة من الحكومة بتوضيح موقفهم بشكل أكبر بعد الإصابة التي لحقت بعسكريين إسرائيليين. وقد وصف البيان العملية بـ”البطولية والفردية”، مشيرًا إلى أنها نتاج رد فعل شباب أردني على الوحشية الإسرائيلية. كما ذُكر في البيان أن هذا النوع من الفعل ليس غريبًا على الشعب الأردني، وأنه يأتي في إطار معركة مستمرة قادها شهداء سابقون وتضحيات القوات المسلحة الأردنية.
البيان من جهة الإخوان المسلمين أكد أن العملية “فردية”، إلا أن متابعة الجدل أعطت الفرصة لمعارضيهم للإشارة إلى أن إعلان الانتماء لمنفذي العملية يمكن أن يُعتبر بمثابة تبني للحدث، وهو ما نفته الحركة الإسلامية. في هذا السياق، أكد المراقب العام للجماعة، مراد العضايلة، أن البيان قد أوضح ما كان ملتبسًا في بيان حزب جبهة العمل الإسلامي، مشددًا على أهمية الوحدة لمواجهة التحديات الصهيونية. وأشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب تعاون جميع القوى الوطنية في ظل محاولات الاحتلال توسيع المعركة في مختلف الساحات العربية.
كما أشار العضايلة إلى أهمية الحفاظ على الجبهة الداخلية، مطالبًا جميع الأطراف بتجنب أي تصرفات قد تُضعف الوحدة الوطنية. وانتقد أولئك الذين يسعون لاستهداف الحركة الإسلامية، مؤكدًا على دورها كجزء رئيس من المجتمع الأردني. وقد برزت دعوات إلى ضرورة التركيز على المصالح الوطنية وعدم الانزلاق إلى تصرفات قد تؤدي إلى تفكيك الصف الوطني، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة المحفوفة بالمخاطر.
وفي تجاه آخر، قارن وزير الإعلام الأردني الأسبق، فيصل الشبول، بين التصريحات الأخيرة للحركة الإسلامية وما اعتاد عليه الأردن تاريخيًا. إذ أكد أن الحركة كانت دومًا جزءًا من المعادلة السياسية وبقيت تعمل ضمن الحدود القانونية، معربًا عن استغرابه تجاه تصرفات الهيئة القيادية الحالية للحزب. ورغم ذلك، ذكر أن هناك مساحة للمشاركة السياسية، وأن التعامل بحكمة وحذر يمثل ضرورة لمصلحة الوطن العليا.
رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، أعرب عن موقف الحكومة خلال جلسة مجلس الوزراء، مشددًا على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في الأردن. وكرّر دعمه للقضية الفلسطينية، مع إضافة أن التحريض والتجاوزات التي تعرض الأمن الوطني للخطر مرفوضة تمامًا. وفي ضوء الأوضاع الحساسة، أكّد حسان على أن المصلحة الوطنية تعلو فوق أي اعتبار، وأن قوة الأردن تعزز أيضًا من قوة الموقف الفلسطيني.
من ناحية أخرى، لم تنجح الأصوات الداعية للوحدة في إخفاء انقسام الآراء حول هذه التطورات. حيث تستمر التحديات التي تواجه الأردن، سواء من الداخل أم من الخارج، مؤدية إلى انقسامات قد يتم استغلالها من قبل القوى الخارجية. ومع ذلك، تبقى الحاجة إلى خطاب سياسي ناضج تستدعيها المرحلة لضمان استقرار الوطن ورفض محاولات التوتر والاستفزاز التي قد تستغل مشاعر الناس لمصالح معينة.