يسعى الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة له لتحطيم الصورة الأيقونية الملهمة التي تركها استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. هذه الشخصية، التي أصبحت رمزًا للمقاومة الوطنية، لا تزال تلهم الكثيرين في الأراضي الفلسطينية وخارجها. وفي الوقت ذاته، يعبر الاحتلال عن قلقه من تأثير هذا الاستشهاد على الروح المعنوية للفلسطينيين، وهذا ما يدفعه للبحث عن سبل لتقويض هذه الصورة، منها تهديداته بنسف المباني التي شهدت المعارك الأخيرة.
تشير المصادر الإسرائيلية إلى احتمال قيامهم بنسف المبنى الذي وقع فيه الاشتباك الأخير مع السنوار، وهو ما يعكس مدى أهمية هذه اللحظة بالنسبة للاحتلال. في سياق متصل، يتم التركيز على تدمير المنازل في حي تل السلطان غربي رفح، حيث استشهد السنوار، مما يزيد من وتيرة العنف ويظهر مدى تحكم الاحتلال في مقدرات الفلسطينيين ومصائرهم.
استشهاد السنوار جاء بعد مقاومة شرسة، وأصبح لحظة مفصلية تحكي قصة صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال. وفي تقرير لها، تعبر الإعلامية فاطمة التريكي عن أن السنوار، خلال ظهوره الأخير، قد أثار حماس الشعب الفلسطيني، حيث قال إن الاحتلال لن يتمكن من محو الإنجازات التي حققتها المقاومة.
يشدد السنوار في خطابه على فكرة أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى باستمرار لنزع الهوية الفلسطينية، ولكنه يجد أن جهودهم الأحادية لا تؤثر على قوة الشخصية الفلسطينية. بدلاً من ذلك، يظهر أن هذه الجهود تعزز من وعي وثبات الفلسطينيين أمام هذه التحديات. كما أشار إلى أن الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن المقاومة مهما كانت الضغوطات.
المشاعر الوطنية التي أثارها استشهاد السنوار تؤكد مجددًا قدرة حماس على استقطاب دعم شعبي واسع، حيث يُعتبر السنوار رمزًا للقوة والصمود. الأمر الذي يجعل الاحتلال يشعر بالقلق من الاستمرار في سياسة القمع، لأنه يدرك جيدًا أن تخصيص القوة العسكرية وحده لن يكون كافيًا لكسر الإرادة الفلسطينية.
في الختام، يمكن القول إن احتلال يحاول تحطيم الصورة الأيقونية التي تركها يحيى السنوار من خلال الاستهداف المادي والرمزي، لكن هذا الاستشهاد لم يذهب سدى، بل زاد من قوة الشعب الفلسطيني وإصراره على المقاومة والعمل من أجل الحرية.