يشير كاتب بموقع “أويل برايس” الأميركي إلى أن الحكومة العراقية في بغداد تسعى بنشاط إلى إنهاء الوضع شبه المستقل لإقليم كردستان. وتهدف بغداد إلى دمج الإقليم بالكامل من خلال تدابير قانونية واقتصادية تتضمن إصدار قانون موحد جديد بشأن النفط. ويدعم القوى الإقليمية والدولية مثل إيران وتركيا وروسيا والصين هذه الجهود، حيث تسعى هذه الدول إلى تقليل النفوذ الغربي في المنطقة والسيطرة على مواردها الطبيعية. وقد زادت كل من روسيا والصين استثماراتهما في قطاع النفط العراقي، بينما ساهم نقص الدعم الغربي في إضعاف قدرة كردستان على السعي نحو استقلاله.
انتخابات البرلمان الكردي الأخيرة التي جرت في 20 من الشهر الماضي تعكس شجاعة الشعب الكردي في المشاركة، ولكنها في ذات الوقت تعكس الفشل المتواصل لسياسيي الإقليم على عدة أصعدة. فرغم مشاركة المواطنين في الانتخابات، إلا أن النتائج لن تُحدث فرقًا يُذكر في ما يتعلق بخطط بغداد وطهران وأنقرة. كما يوضح الكاتب أن استقرار أسواق النفط يعتمد على إيجاد حل ينهي الحظر المفروض على مبيعات النفط المستقلة من كردستان إلى تركيا، ويبدو أن الطريق لتحقيق ذلك يتطلب التخلي عن محاولات الاستقلال.
يتذكر الكاتب التدخل الإيراني بعد استفتاء الاستقلال عام 2017، حيث دخلت القوات العسكرية الإيرانية إلى إقليم كردستان، بما في ذلك المناطق الغنية بالنفط. حذر المسؤولون الإيرانيون السياسيين الأكراد من أن الاستمرار في السعي وراء الاستقلال ليس في مصلحتهم. في الوقت نفسه، هدد الرئيس التركي رجب أردوغان بقطع خط أنابيب كركوك جيهان الذي ينقل النفط نحو الميناء التركي. كان يحقق هذا الأنبوب إنتاجًا يقارب 600 ألف برميل يوميًا، وهو ما يعد أساسياً لاقتصاد كردستان.
وعلى الرغم من تأثير السيطرة الخارجية، تظل العلاقة التاريخية بين كردستان والغرب مشكلة أمام خطط روسيا والصين. فالغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، قدم وعودًا للأكراد بشأن استقلالهم. منذ دخول الصين لدعم روسيا في عام 2020، تزايدت المحاولات لإزالة شبه الاستقلال في كردستان، من خلال تقليل الإيرادات النفطية وجعل المدفوعات الميزانية من بغداد غير موثوقة. كما تم تسريع إجراءات التقاضي ضد الشركات الأجنبية العاملة في المجال النفطي.
أشار رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني إلى أن قانون النفط الموحد سيساهم في تنظيم إنتاج النفط والغاز في العراق وكردستان، مما يعكس “عوامل قوية لوحدة العراق”. وهذا القانون، بحسب القادة في بغداد، يمثل خطوة قوية نحو السيطرة على القطاع النفطي في الإقليم. ورغم تغيير البرلمان أو استمراره، فإن القوى السياسية في بغداد وطهران وأنقرة وموسكو وبكين تتفق في أهدافها للقضاء على شبه استقلال كردستان.
باختصار، تسلط الأزمة السياسية والاقتصادية الضوء على التوترات بين إقليم كردستان والحكومة العراقية، بالإضافة إلى التأثيرات الخارجية القوية التي تسعى للتقليل من حقوق الأكراد. ومع تزايد الاستثمارات الروسية والصينية والضغط الإيراني والتركي، يبدو أن الأكراد سيواجهون تحديات كبيرة للحفاظ على وجودهم شبه المستقل.