اختتمت اليوم الجمعة التدريبات البحرية المشتركة بين روسيا وإندونيسيا، والتي استمرت لمدة خمسة أيام في البحر الشمالي لجزيرة جاوا، بالقرب من مدينة سورابايا. هذه التدريبات، المعروفة باسم “أورودا”، تعكس رغبة كلا البلدين في تعزيز التعاون الاستراتيجي والعملياتي بين قواتهما البحرية، وقد جاءت كامتداد للاجتماعات التي تمت بين قيادات البحرية في البلدين عام 2018. تهدف هذه الأنشطة إلى رفع القدرات البحرية وتعزيز الأمن في المنطقة.

شاركت روسيا بعدة قطع بحرية خلال هذه المناورات، بما في ذلك غواصة و3 سفن حربية من فئة “كورفيت”، بالإضافة إلى سفينة ناقلة ومروحيات وقاطرة إنقاذ بحرية. السفير الروسي في إندونيسيا، سيرغي تولشينوف، عبر عن فخر بلاده بالمشاركة في هذه التدريبات، متمنياً تعزيز العلاقات البحرية بين الجانبين في المستقبل، حيث تُعتبر هذه المرة الأولى التي ترسو فيها غواصة روسية في موانئ إندونيسية منذ عقود.

التعاون العسكري البحري بين البلدين له جذور تاريخية تعود إلى حقبة أحمد سوكارنو، الذي كان أول رئيس لإندونيسيا، حيث أمدت الاتحاد السوفياتي إندونيسيا بـ12 غواصة في أوائل ستينيات القرن الماضي، مما ساهم في تعزيز قدرات البحرية الإندونيسية وجعلها الأقوى في منطقة جنوب شرقي آسيا في ذلك الوقت. اليوم، يعود هذا التعاون بقوة من خلال هذه التدريبات، التي تهدف إلى تنمية العلاقات الدبلوماسية والعسكرية.

وفقاً للقائد العام للأسطول الإندونيسي نائب الأميرال دينيه هيندراتا، فإن سلسلة التدريبات هذه تعكس الإرادة القوية لكل من جاكرتا وموسكو في إعادة بناء تلك العلاقة البحرية القديمة. الأميرال محمد علي، قائد القوات البحرية الإندونيسية، أكد أيضاً على أهمية هذه المناورات في رفع مستوى الكفاءة والمهنية للعناصر البحرية من كلا البلدين، مما يسهم في تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة في المنطقة.

في سياق آخر، شهدت فترة تولي الرئيس الإندونيسي الجديد، برابوو سوبيانتو، حدثًا بارزًا عندما زار موسكو في يوليو الماضي أثناء فترة انتقالية قبل توليه الرئاسة رسمياً. هذا اللقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان جزءاً من جهود سابقة لتعزيز العلاقة بين البلدين، بعد أن تم انتخاب سوبيانتو في فبراير.

كما قام وزير الخارجية الإندونيسي، سوغيونو، بزيارة قازان لحضور قمة مجموعة بريكس، حيث عبر عن رغبة إندونيسيا في الانضمام إلى هذه المجموعة، وهي خطوة تعكس تحولاً في السياسة الخارجية الإندونيسية مقارنةً برئاسة جوكو ويدودو السابقة. يتوجه المراقبون إلى أن إندونيسيا تسعى لتحقيق توازن علاقاتها الدولية مع الولايات المتحدة وحلفائها، في الوقت الذي تعزز فيه علاقاتها مع القوى الكبرى مثل روسيا والصين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.