في إطار جهود مناهضة الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، نظّم حزب “فازراجدانه” (النهضة) في بلغاريا مؤخرًا سلسلة من الاحتجاجات تحت شعار “أعطوا السلام فرصة”. يُعتبر هذا التحرك الأول من نوعه للحزب الذي يتمتع بتمثيل برلماني وسط تباين في مواقف الأحزاب البلغارية تجاه الصراع الدائر، حيث يتوزع الدعم بين مؤيد للسياسات الإسرائيلية ومعارض لها. شملت التظاهرات عدة مدن بلغارية، من بينها بلغريف وصوفيا، حيث قاد الزعيم كوستادين كوستادينوف المسيرة في العاصمة.

تجدر الإشارة إلى أن الأحزاب ذات التاريخ العريق في دعم فلسطين، مثل الحزب الاشتراكي، لم تصدر عنها مواقف واضحة بعد بشأن الصراع. يُفسَّر ذلك بوجود أزمات داخلية تعرقل قدرتها على اتخاذ مواقف قوية بشأن السياسة الخارجية. وقد شهدت السنوات الماضية تعزيزًا للعلاقات بين إسرائيل وبعض الأحزاب البلغارية، شملت مشاركة وزراء في دورات تعليمية بإسرائيل.

مع اقتراب الانتخابات المبكرة، حذّر كوستادينوف شعبيته من عدم المشاركة وكيف أن ذلك قد ينعكس على خياراتهم بين الحرب والسلام. واعتبر أن دعمهم لانتخابات الحزب هو دعم للسلام ضد مواقف الحكومة الحالية التي تساند العدوان في المنطقة. كما تحدّث عن الازدواجية في السياسة البلغارية، مشيرًا إلى ضرورة دعم الضحايا في غزة ولبنان وليس المعتدين.

دعا كوستادينوف إلى كبح جماح حكومة بلاده عن الانخراط في صراعات الشرق الأوسط، مؤكدًا أن أولوياتهم ستكون في تجنيب بلغاريا تداعيات الحرب. التحذيرات من تأثير النزاع على بلغاريا جاءت مع الملاحظة أن مطالبة الأحزاب بدعم المعتدين ستوصل البلاد إلى مآلات خطيرة. طرح كوستادينوف رؤيته بأن الحديث عن ضحايا غزة ولبنان يجب أن يتصدر الساحة بدلاً من التعامل مع الأحداث من منظور ينظر الازدواجية.

تشير الاستطلاعات إلى أن حزب “النهضة” قد يكون في المرتبة الثانية بعد الانتخابات المقررة، الأمر الذي قد يمنحهم مزيدًا من السلطة في تشكيل السياسة. مشاركة الجاليات العربية والناشطين من منظمات غير حكومية في المسيرة تعكس تضامن المجتمع المدني مع القضية الفلسطينية، حيث انتهت المسيرة بوقفة صامتة أمام نصب الجندي المجهول، تعزيزًا للجهود المناهضة للحرب ولفت الانتباه إلى معاناة المتضررين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version