جزء كبير من النقاشات في إسرائيل تتناول تداعيات الاشتباك بين مقاتلي حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلية في جنوب لبنان، الذي أسفر عن مقتل وجرح العديد من الجنود الإسرائيليين. هذا الحادث أعاد للذاكرة الجماعية الحرب اللبنانية الأولى وأثار تساؤلات حول التوغل البري وعملية اغتيال حسن نصر الله وتداعيات ذلك على إسرائيل. الكثير من المحللين الإسرائيليين يرون أن إسرائيل لم تكن ستلجأ لهذه الإجراءات لولا الحاجة لاستعادة المكانة بعد الهزيمة في غزة.

تعتبر مراسلة الشؤون السياسية والدبلوماسية بالموقع الإلكتروني “زمان يسرائيل” أن عمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان لا تحقق النتائج المطلوبة، وأنه يجب على القادة الإسرائيليين اعتذار للمواطنين عن الإهمال والغطرسة في التعامل مع غزة. هذا يعني أن على الحكومة الإسرائيلية البحث عن حلول عملية للأزمات التي تواجهها بدلا من التعامل بكل سطحية.

من جهة أخرى، يعتقد الباحث الإسرائيلي أودي ليبيل أن انتصار إسرائيل في لبنان يخفي وراءه عقد من العار، حيث نجح حزب الله في تحقيق نجاحات كبيرة طيلة عقود ودفع الجيش الإسرائيلي للانسحاب وإهمال أمن الإسرائيليين في الشمال. هذا يعني أن التوغل البري في لبنان قد يكون ذو عواقب خطيرة وغير محسوبة.

من جانبه، يحذر الكاتب بوعز تامير من تكرار أخطاء الماضي بالتورط في حروب لبنان مرة أخرى دون وجود خطة واضحة للنجاح. يشير إلى أن تاريخ إسرائيل في لبنان يظهر الفشل المستمر في تحقيق الأهداف المنشودة، مما يجعل البحث عن حلول عملية وأبعد نظرًا إلى العواقب المحتملة أمرًا ضروريًا.

من وجهة نظر الكاتب نير كيبنيس، فإن التصعيد في لبنان لا يمكن فهمه إلا من خلال السياسات السالفة والتأثيرات المعقدة التي تؤثر على الكثير من التحركات العسكرية في إسرائيل. يجب على إسرائيل النظر إلى التجربة السابقة والاستفادة من الأخطاء لتجنب الكراهية والندم في المستقبل. إن أي تقدم عسكري قصير المدى يعتبر مؤقت وقد يتبعه هزيمة مفاجئة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.