مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024، يعود الرئيس السابق دونالد ترامب إلى واجهة السياسة، لكنه يواجه تحديات جديدة في طريقة التفاعل مع الناخبين. كان ترامب معروفًا باستخدام التهكم والسخرية ضد خصومه، ولكن يبدو أن هذا التكتيك بدأ يفقد تأثيره، كما ورد في تقرير موقع أكسيوس الأميركي. إذ استطاعت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس الوصول للجمهور بطريقة جديدة من خلال استخدام الرسوم التعبيرية (الميمات) ووسائل التواصل الاجتماعي، مما ساعدها في جذب فئة الشباب وجعلها تظهر بشكل أكثر خفة وظرافة.
تقوم حملة هاريس بالإعتماد على الميمات لتسليط الضوء على بعض نقاط ضعف ترامب، حيث استخدمت مقاطع الفيديو لتصويره بطرق تعرضه للتهكم. على سبيل المثال، في أحد مقاطع الفيديو، تم استخدام عبارة “دلولو” لوصف ترامب، وهو مصطلح شائع بين الجيل Z لوصف الشخص المرتبك. كما استخدمت الحملة أيضًا مقطع فيديو يسخر من تصريح قديم لترامب حول الأعاصير، مما يعكس قدرة الحملة على تحويل لحظات ضعفه إلى محتوى جذاب ومؤثر.
ترامب، الذي اشتهر بإطلاق الألقاب على خصومه، يجد نفسه عالقًا أمام تراجع فعالية أسلوبه في الهجوم. فقد أظهرت الحملة التابعة لهاريس قدرة على التكيف مع عصر وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام أدوات مرحة لجذب انتباه الناخبين، بينما يبدو أن ترامب يواجه صعوبة في رد الفعل. إلى جانب ذلك، فإن حملته قد تأخرت في استخدام تقنية الميمات بشكل فعال، مما يعكس إيقاعًا غير متناسق مع العصر الحديث.
وعلى الرغم من أن متحدثًا باسم حملة ترامب، ستيفن تشيونغ، قال إن استخدام الرموز التعبيرية ليس من تقنيات الرسائل المتطورة، إلا أن هذه الأساليب أصبحت فعالة في التواصل مع الجمهور. يشير ذلك إلى أن ترامب قد يحتاج لتطوير استراتيجيات جديدة في قاعدة الناخبين الأصغر سنًا، الذين يُعتبرون أكثر استجابة للمحتوى الرقمي الحديث.
الكوميديا والسخرية أصبحت أدوات رئيسية في السجالات السياسية، حيث تمكنت حملة هاريس من استخدام هذه الأدوات للتواصل مع الناخبين من جيل الألفية والجيل Z بشكل فعال. وبالتالي، تتجه الأنظار نحو كيفية تطور الحملات الانتخابية في استخدام هذه الأساليب والأسلحة الرقمية في سباق الانتخابات المثير.
سيتبقى لدى ترامب بعض الوقت لتعديل استراتيجيته، ولكن في ظل تلك التحولات، يبدو أن السحر الذي كان يتمتع به سابقًا بدأ يتلاشى. هل سيتمكن من تبني طرق جديدة للتفاعل مع الناخبين، أم سيستمر في نهج السخرية التي باتت أقل تأثيرًا؟ إن تطور الحملات الانتخابية واستخدام الأدوات الحديثة سيكون له دور محوري في نجاح أي مرشح في الاستحقاقات القادمة.