في 26 أكتوبر 2024، أفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي بأن إسرائيل أبلغت إيران برسالة تحذيرية قبل تنفيذ غاراتها الجوية الانتقامية، بهدف الحد من تصاعد التوترات والردود المتبادلة بين الدولتين. وجاءت هذه التصريحات عبر ثلاثة مصادر مطلعة، حيث أشارت إلى أن إسرائيل سعت إلى تفادي تصعيد أوسع يشمل كافة الأطراف. وقد تزامن ذلك مع معلومات تتعلق بوجود غارات إسرائيلية مكثفة، حيث استهدفت هذه الغارات أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية إلى جانب قواعد الصواريخ والطائرات المسيرة، في رد واضح على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي وقع في الأول من أكتوبر.

وذكرت المصادر أن الرسالة الإسرائيلية تم نقلها إلى إيران من خلال وسطاء، مما يعكس حرص إسرائيل على إيضاح أهدافها بصورة عامة، بغرض تفادي أي سوء فهم قد يؤدي إلى تصعيد إضافي. وكان مسؤولون إسرائيليون قد أشاروا إلى أن التحقيقات أظهرت تسبب الغارات في “أضرار” محدودة للمواقع العسكرية الإيرانية، في الوقت الذي أكدت فيه إيران قدرتها على التصدي للهجمات. وفي إطار ذلك، أوضحت إيران أنها تسعى لتجنب حرب شاملة، لكنها سترد على أي اعتداءات تتعرض لها.

أضاف الموقع أن إسرائيل قامت بتهديد إيران باحتمال تنفيذ هجوم آخر أكثر شدة في حال ردت إيران على الضربات الجوية، خاصةً إذا تم إصابة مدنيين إسرائيليين. وتؤكد هذه التصريحات على أهمية الآثار المحتملة التي يمكن أن تترتب على ردود الأفعال، مما يعقّد الأوضاع ويزيد من التوتر. من جهة أخرى، عبّرت واشنطن عن موقفها، مؤكدة عدم مشاركتها في تلك العملية العسكرية، لكنها أعربت عن استعدادها للدفاع عن إسرائيل في حال حدوث أي رد إيراني.

كما تم الإشارة إلى أن وزير الخارجية الهولندي، كاسبر فيلدكامب، كان أحد الأطراف التي لعبت دور الوساطة بين إسرائيل وإيران، حيث قام ببذل جهود للتواصل مع الجانب الإيراني قبيل الغارات. وقد دعا الوزير الهولندي في تغريدة له إلى ضبط النفس والعمل على تقليل التوترات في المنطقة، وهي خطوات تعكس محاولات دبلوماسية لمنع التصعيد العسكري.

في ضوء ذلك، توقعت السلطات الأمريكية ردود فعل إيرانية خلال الأيام القادمة، لكنها تأمل أن تكون هذه الردود محدودة لتفادي تفاقم الأمور. وصرح شون سافيت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بأن هدف الولايات المتحدة هو تعزيز الحوار الدبلوماسي لخفض التوترات في المنطقة، داعيًا إيران لإيقاف هجماتها على إسرائيل بهدف إنهاء الحلقة الحالية من العنف.

بناءً على هذه التطورات، تبدو الساحة الإسرائيلية الإيرانية مليئة بالتعقيدات، حيث يسعى كل طرف إلى حماية مصالحه وأمنه القومي، بينما تواجه الدول الأخرى تحديات في التأثير على هذه الديناميكيات. فالتصريحات المتبادلة والشواهد العملية على الأرض تصف مشهداً معقداً من السعي للتوازن بين القوة العسكرية والدبلوماسية، حيث يبدو أن أي تصعيد إضافي قد يحمل عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version