اختتمت أعمال القمة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 سبتمبر/أيلول، حيث تم تسليط الضوء على “قمة المستقبل” التي استمرت أسبوعًا في نيويورك. عُقدت هذه القمة لتحديد الخطوط العريضة لتجديد المنظمة الأممية والتركيز على مستقبل الشعوب، وبرزت قارة أفريقيا بشكل ملحوظ، حيث ناقش القادة الأفارقة أهم القضايا التي تهم دولهم، وتم تناول الأجندات الإقليمية والمحلية بعمق.

افتتحت القمة بانتخاب رئيس جديد للدورة الـ79، وهو الكاميروني فليمون يانغ، المعروف بخبرته السياسية والدبلوماسية. كانت القمة تضم 190 دولة، وشاركت أفريقيا بكامل قوتها ب54 دولة، وهو ما يمثل ثلث الحضور. وشهدت القمة كذلك مشاركة 25 رئيسًا أفريقيًا، مما يدل على أهمية القضايا الأفريقية في نطاق الحلول العالمية. جاءت نقطة “تنمية أفريقيا” على رأس الأولويات خلال المناقشات، حيث تم التركيز على تنفيذ استراتيجيات التنمية المستدامة وتحقيق السلام الدائم.

انعقدت الدورة تحت شعار “لا تتركوا أحدا خلفكم”، حيث سعت إلى تأكيد ميثاق الأمم المتحدة وتعزيز التعددية. القمة استعدت لطرح تحديات الحوكمة العالمية، مع التأكيد على ضرورة شمولية القضايا المتعلقة بالتمويل والتنمية المستدامة، وكذلك العلوم والتكنولوجيا. القادة الأفارقة سلطوا الضوء على قضايا أساسية، من بينها إصلاح النظام الدولي الذي يعاني من عدم التوازن والفعالية، مطالبين بتحديث أجندة الأمم المتحدة التي عمرها ثمانون عامًا.

أكد الزعماء الأفارقة على أهمية إصلاح مجلس الأمن الدولي، حيث تم عرض عدة زوايا للنقاش. برزت ضرورة تقديم مقاعد دائمة للقارة في المجلس، بالإضافة إلى إزالة الظلم التاريخي الذي تعرضت له أفريقيا بسبب التمثيل غير المتكافئ. أشار القادة إلى أهمية التعامل مع هذه المطالب بشكل جاد من أجل الاعتراف بدور أفريقيا في صنع القرار العالمي، مؤكدين أن استبعاد 54 دولة من التمثيل يعد أمرًا غير منطقي في عالم متغير.

كما أظهرت خطابات القادة الأفارقة تضامنهم مع القضية الفلسطينية، إذ تناولت النقاشات إدانة فعالية القصف الإسرائيلي في غزة، مع الحاجة الملحة لوقف العنف. حظي هذا الموضوع بدعم كبير، حيث طالب قادة عدة دول بضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة. توازيًا مع ذلك، تناولت المناقشات قضايا إصلاح المؤسسات المالية العالمية وضمان تمثيل الدول النامية في صنع القرار، مع التركيز على ضرورة التقليل من عبء الديون لتعزيز التنمية المستدامة.

أخيرًا، تم تسليط الضوء على تحديات تغير المناخ والأوضاع الأمنية. لقد أشار الزعماء إلى الآثار الضارة للتغير المناخي على الفرص التنموية، مما يستدعي استجابة فعالة من الدول المتقدمة لدعم جهود البلدان النامية. كما تم تناول القضايا الأمنية المعقدة في الساحل والقرن الأفريقي، مع التركيز على التحديات التي تواجه المنطقة. أكد الرئيس الأمريكي، ورؤساء دول آخرون أهمية دعم الجهود الأفريقية لتحقيق السلام والاستقرار. كانت تلك القمة فرصة لتجديد التأكيد على مطالب أفريقيا بالعدالة والإنصاف، ونقطة تحول قد تقود نحو تغييرات إيجابية في المستقبل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version