في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، أعلن مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، عن وضع حرج يعيشه المستشفى بسبب حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي وطالبه بإخلائه من المرضى. شهدت المنطقة تصعيدًا عسكريًا أدى إلى تزايد عدد المصابين، مما دفع الأطباء، بما في ذلك الدكتور خالد بن بوطريف والطبيب باسكال أندريه، للحديث عن صعوبة تقديم الرعاية الصحية في ظل هذه الظروف. لقد تمت محاولة إجلاء بعض المرضى، خاصة من وحدات العناية المركزة، لكن هذه المجهودات كانت مصحوبة بخطر شديد تمثل في القصف وغياب المعدات الطبية اللازمة لنقلهم بأمان.

من جهة أخرى، تساءل الأطباء عن كيفية إخلاء مستشفى كمال عدوان الواقع في منطقة جباليا، حيث يواجه الأطباء نقصًا حاداً في المعدات والرعاية اللازمة للجرحى. وأشار الدكتور خالد بن بوطريف إلى أن المجتمع الدولي تخلى عن مقدمي الرعاية الصحية الفلسطينيين، محذرًا من أن عدم معالجة الحالة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة. كما تم الحديث عن وضع المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية مكثفة وهم مجبرون على الانتقال إلى مستشفيات جنوب القطاع وسط استمرار القصف.

واجهت الممرضة الفرنسية إيمان معرفي الوضع بشكل خاص حيث وصفت أوامر الإخلاء بأنها “كارثة وحكم بالإعدام” على حياة الأطفال والجرحى الذين لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة دون أجهزة التنفس الاصطناعي. ولفتت إلى أن الانتقال من شمال غزة إلى جنوبيها قد يكون صعبًا جدًا بسبب القصف، مما يعرض حياة المرضى للخطر. تجربتها كمقدمة رعاية في عدة وفود طبية عززت من موقفها في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين والإنسانية.

من جانبهم، دعت منظمة “أطباء بلا حدود” إلى إنهاء أوامر الإخلاء التي تؤدي إلى التهجير القسري، مشيرة إلى أن ما يحدث في شمال غزة هو جزء من عملية التهجير الجماعي المنظم. هذه التصريحات تأتي في وقت يعتبر فيه المجتمع الدولي صامتًا أمام التصعيد الكبير الذي يواجهه سكان شمال القطاع من خلال القصف وحرمانهم من المساعدات الإنسانية.

وعبر الأطباء عن مخاوفهم من أن ما يحدث في قطاع غزة يمثل بداية لمزيد من التحركات لإخلاء المنطقة بالكامل، مما يفتح المجال أمام “الإبادة الجماعية” وفقًا لقناعتهم. وأكدوا على ضرورة توفير المساعدات الإنسانية بشكل فعّال، وعبَروا عن استيائهم من عدم وصول المساعدات بشكل كافٍ إلى غزة.

ختامًا، الوضع في مستشفى كمال عدوان ومراكز الرعاية الصحية الأخرى في غزة يعكس أزمة إنسانية عميقة، حيث يعيش الآلاف تحت وطأة القصف والتهجير. الأطباء والممرضات يعملون في ظروف قاسية، ويحاولون رفع الوعي بالمأساة التي يعاني منها الفلسطينيون في ظل عدم تحرك فاعل من المجتمع الدولي تجاه تلك الانتهاكات. إن مأساة غزة تستدعي دعماً إنسانياً عاجلاً لضمان حقوق المدنيين وحمايتهم في مواجهة هذا التصعيد.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.