أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن الوضع في قطاع غزة يُظهر مستويات من المعاناة تفوق أي تصور، حيث يتعرض سكان مناطق مثل بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا لأشد الهجمات عنفًا منذ بداية النزاع. وتُشير المنظمة إلى أن هذه المنطقة تتعرض لقصف إسرائيلي عشوائي، مما يتسبب في تكبد خسائر بشرية كبيرة، بحيث تحول الوضع إلى ما يشبه الكابوس الذي لا ينتهي.
وأوضحت المنظمة أيضًا أن القوات الإسرائيلية تصدر أوامر إجلاء غير قابلة للتطبيق في الوقت نفسه الذي تتعرض فيه المناطق للقصف. فقد أصبح من الصعب على السكان الذين يحاولون مغادرة الأماكن المهددة أن يفعلوا ذلك، حيث يتعرض الكثيرون منهم للاعتقال التعسفي أو إطلاق النار عند محاولتهم الهروب من الدمار. هذا الوضع يزيد من الإحباط والقلق بين السكان الذين يجدون أنفسهم في ظروف لا إنسانية.
وفد أضافت أطباء بلا حدود أنها تفتقد بعض موظفيها وعائلاتهم الذين يعيشون تحت الحصار في تلك المناطق، حيث يتلقون مشاهد مرعبة لما يجري من عنف. وأشارت المنظمة إلى أن العديد من طواقمها تعرضوا للقتل في سياق الأحداث المأساوية التي تشهدها غزة، مما يزيد من مخاوف العاملين في المجال الإنساني على حياتهم ورفاهيتهم.
وحذرت المنظمة من أن المناطق التي تعتبرها إسرائيل “آمنة” أو “إنسانية” تتعرض للهجمات بشكل منتظم، مما يثير التساؤلات حول مفهوم الأمان في ظل الوضع الحالي. وأشارت إلى نمط متكرر من العنف يتطلب من الناس اتخاذ خيارات صعبة، بين البقاء في أماكن تعرضهم للخطر أو محاولة المغادرة مع احتمال حدوث اعتداءات عليهم.
وربما يعتبر الوضع الذي تعيشه غزة هو الأكثر مأساوية في ظل التزايد المستمر للفظائع. وقالت المنظمة إن الضحايا يتزايدون بمعدل لم ترَه في تجاربها الإنسانية السابقة، مع إحصاءات تطالب بمزيد من الاهتمام الإنساني والتدخلات العاجلة. فحصيلة القتلى تجاوزت 43 ألف شخص، بينهم حوالي 14 ألف طفل، فضلًا عن أكثر من 100 ألف مصاب، مما يعكس عمق الأزمة الإنسانية.
في ختام بيانها، دعت أطباء بلا حدود المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف ملموسة لإنهاء هذه المأساة الإنسانية والمساهمة في تقديم الدعم للمدنيين ومساعدتهم في هذه الظروف الصعبة، حيث أصبحت حياة الآلاف في خطر حقيقي. هذه الدعوة تأتي في سياق الحاجة العاجلة لمساعدات إنسانية وإغاثية، تتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية لوضع حد للعنف والحفاظ على حقوق وكرامة الإنسان في غزة.