في عام مضى على الحرب الكارثية في قطاع غزة، تشهد الساحة الدولية حالة من التجاهل تجاه الجرائم الإسرائيلية المتمادية، كما تعكسه تصريحات شهد الحموري، أستاذة القانون الدولي في جامعة “كنت” بالمملكة المتحدة. تشير الحموري إلى أن العالم قد عجز عن اتخاذ موقف حازم تجاه إسرائيل التي تعتبر نفسها فوق القوانين الدولية، مما أدى إلى ترسيخ حقائق مروعة تنص على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة. هذه المقاومة تأتي في سياق استمرار إسرائيل في ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين، وهو ما يتعارض مع الأسس القانونية التي يرفضها المجتمع الدولي.
لقد استندت الحموري في تحليلاتها إلى تأكيد محكمة العدل الدولية في يوليو 2023، التي أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 هو احتلال غير قانوني. وتقول الحموري إن هذه النتيجة، رغم أنها معروفة منذ عقود، تكشف عن ضعف الإرادة السياسية في الاعتراف باستعمار إسرائيل الذي يمتد لأكثر من 75 عامًا. وأشارت إلى أن الاعتراف بعدم قانونية الاستعمار كمبدأ أساسي كان بحاجة إلى وقت طويل على الرغم من وجود إرادة دولية للعودة إلى حقوق الشعوب.
وفي إطار الحديث عن المساءلة القانونية، تناولت الحموري القضية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، واعتبرت هذه اللحظة بمثابة دعوة مثيرة لتذكير العالم بخطورة الأفعال الإسرائيلية. وأوضحت أن المجتمع الدولي قد تجاهل التحديات القانونية والجرائم الإسرائيلية التي تمارس ضد الفلسطينيين، معتبرةً أن ذلك يشكل مشكلة فلسفية عميقة تتطلب معالجة عاجلة.
من جهة أخرى، انتقدت الحموري الوصف الغربي للمقاومة الفلسطينية بأنها “أعمال إرهابية”، وأكدت أن من حق الشعوب أن تقاوم الاحتلال لتقرير مصيرها. هذه المقاومة تنبع من الشعور الإنساني العميق الذي يُعبر عن الحاجة إلى مواصلة الكفاح في وجه الظلم، خصوصًا في ظل الصمت الدولي على الأحداث المتكررة في غزة. في ذات السياق، اعتبرت الحموري أن ادعاء إسرائيل بحق الدفاع عن النفس يعد تفسيرًا غير صحيح للقانون الدولي، حيث لا يمكن لدولة تحتل أرضًا أن تدعي حقًا في الدفاع في سياق الاحتلال.
وأوضحت الحموري أنه إذا كان القانون الدولي لم يقدم الدعم الكافي لفلسطين، فإن السؤال الأهم هو كيف يمكن لفلسطين أن تستفيد بشكل فعّال من هذا القانون لتحقيق العدالة. أكدت على أن هناك حاجة لإعادة تقييم كيف يمكن أن تكتسب العدالة الدولية تأييدًا أكبر من الدول التي تستفيد من الوضع الحالي، والذي يُعتبر فصلًا عنصريًا في العديد من جوانبه.
نجحت الحموري في الدعوة إلى التفكير متمعنًا في التفاسير الرجعية للقانون الدولي، محذرة من أن المنطق المعوج في السياسة الدولية يدفع بأغلب الدول الغربية إلى الاستمرار في دعم الاحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الشعوب المظلومة. تعتبر الرسالة واضحة: على المجتمع الدولي أن يتحرك بجدية ويفتح عينيه على الحقائق المريرة؛ حتى لا تُنسى معاناة الشعب الفلسطيني وتستمر جرائم الحرب في غزة.