سلط موقع “أكسيوس” الأميركي الضوء على انتشار ظاهرة التزييف ونشر الأخبار الكاذبة من قبل منصات التواصل الاجتماعي والتي باتت تتزايد بشكل ملحوظ خلال الحملات الانتخابية الرئاسية الأميركية. التقرير أشار إلى خطورة المعلومات المضللة وما تُحدثه من تأثيرات على الرأي العام الأميركي. تكشف الأمثلة المثارة حول التلاعب بالمعلومات كيف أن بعض الشخصيات البارزة، بما في ذلك السياسيين والمؤثرين، ينشرون ادعاءات زائفة تصدقها شرائح مختلفة من المجتمع، مما يعكس أزمة الثقة في المعلومات.

من بين الحالات المثيرة للجدل، تم نشر ادعاءات من قبل مؤثرين كبار تفيد بأن كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، استخدمت جهازًا لقراءة الأخبار في مؤتمر صحفي، وهو ما روجته خوارزمية منصة “إكس” ليصبح خبرًا شائعًا. هذه الادعاءات تم دحضها لاحقًا، ولكنها بالفعل ساهمت في خلق رأي عام معادٍ للمرشحة. بالإضافة إلى ذلك، نشر النائب الجمهوري تشيب روي صورة لعنوان مزيف في مجلة “ذي أتلنتيك” يتعلق بسرقة الانتخابات، مما اضطره لحذف التغريدة بعد اكتشاف عدم صحتها.

وذكر التقرير أيضًا الملياردير بيل أكمن، الذي قدم مزاعم بأن شبكة “إيه بي سي نيوز” سلمت هاريس الأسئلة مسبقًا قبل المناظرة مع ترامب، متجاهلاً الحقائق وواقع الأمر حتى اعترف أخيرًا بأن تلك المزاعم كانت زائفة. هذه الحالات تشير بوضوح إلى أن المعلومات الكاذبة تتداول بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبطريقة تؤثر بشكل كبير على الجوانب السياسية.

أشار التقرير إلى أن إيلون ماسك، مالك منصة “إكس”، يعد واحدًا من أبرز المروجين للمعلومات الزائفة، حيث أثارت تغريداته حول تزوير الانتخابات جدلاً واسعًا وحصلت على مليارات المشاهدات. هذه التصريحات ليست مجرد تنويعات شخصية، بل تعكس تغييرًا كبيرًا في كيفية تناول الأخبار ومشاركتها في العصر الرقمي، مما يزيد من نفوذ المعلومات الخاطئة.

من المثير للاهتمام أن ماسك يعمل على تعزيز نظام “ملاحظات المجتمع” لإشراك المستخدمين في تصحيح المعلومات، إلا أن العديد من المنشورات المضللة لا تتأثر بهذا النظام، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذا الحل. بينما تسود الافتراءات على المعلومات الصحيحة، يبدو أن الجهود المبذولة لمكافحة الشائعات لا تعطي ثمارها.

ومع ذلك، لم يقتصر الأمر على مؤيدي ترامب في تصديق المعلومات الكاذبة، إذ إن بعض الحسابات المؤيدة لهاريس قامت أيضًا بترويج ادعاءات مضللة. وفي سياق مدهش، قام كارل روف، المساعد السابق لبوش، بنفي ادعاء دعم لهاريس، مما يعكس مدى الانقسام وغالبًا ما يؤدي إلى تضليل الرأي العام حول الشخصيات السياسية. هذه الظاهرة تُظهر دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل التصورات العامة والآراء بطريقة قد تكون ضارة بالديمقراطية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version