تتعرض قرى شرق ولاية الجزيرة في السودان لأوضاع مأساوية نتيجة هجوم قوات الدعم السريع الذي تزامن مع انشقاق قائدها أبو عاقلة كيكل وانضمامه إلى الجيش السوداني. أظهر الوضع الفوضوي في المنطقة صورًا قاتمة من القتل والتهجير والاعتداءات، حيث وُثقت حالات عديدة من القتلى والنازحين. وفقًا لشهادات سكان مدينة تمبول، فإن العديد من المواطنين، سواء من أرادوا منازلهم أم لا، يضطرون لمغادرة مناطقهم بسبب الظروف المتدهورة، والذل، والإهانات، التي وصل بعضها إلى حالة من الجوع والخوف المستمر.

تشير التقارير إلى أن الهجوم الذي شنه الدعم السريع على مدينة تمبول في 22 أكتوبر أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص، بينهم نساء وأطفال، مع وجود جثث ملقاة في الشوارع مما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا لعملية حصر وإحصاء القتلى. وقد هاجمت قوات الدعم السريع أكثر من 30 قرية في شرق الجزيرة وفرضت تهجيرًا قسريًا على سكانها، مع تسجيل حالات اختطاف لفتيات، فضلاً عن الانتهاكات الجنسية والعنف ضد النساء، حيث وثق مؤتمر الجزيرة حالات للاغتصاب والاحتجاز.

يتعرض النازحون من سكان القرى المجاورة لهجمات مستمرة، حيث زعمت مصادر من مؤتمر الجزيرة أن القوات اقتحمت قرية السريحة ووصل عدد القتلى إلى نحو 50 شخصًا، بالإضافة لإصابة أكثر من 200 آخرين. في الوقت ذاته، بدت العديد من القرى وسط الجزيرة كأماكن مهجورة، حيث يدفع العنف والاعتداءات إلى تهجير السكان بشكل كامل، واستمرار النهب وحرق المحاصيل الزراعية، مما يزيد الوضع سوءًا.

في ظل هذه الأجواء العنيفة، أبلغت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة عن رصد 20 حالة اغتصاب جديدة خلال الأسبوع الماضي، ما يبرز استخدام الدعم السريع للعنف الجنسي كوسيلة من وسائل الحرب ضد المناطق وأهلها. تقارير أخرى أشارت إلى توفر معلومات غير مؤكدة عن انعدام الأمن وتحذيرات من حالات عنف جنسي متكررة، مما يزيد الهشاشة الاجتماعية ويعوق قدرة المجتمع المحلي على التصدي مثل هذه الانتهاكات.

تدعو البيانات الشهادات المستمرة للنازحين والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم العاجل للمناطق المتضررة، لكن جهود الإغاثة تواجه تحديات كبيرة بسبب انقطاع الشبكات التواصل. كما اُستخدمت هذه الأفعال (الاغتصاب والعنف) بشكل غير إنساني من أجل إرهاب المجتمعات وخلق بيئة من الخوف والذعر، مما يؤدي في النهاية إلى إخلاء المنازل والتهجير القسري.

أخيرًا، يطالب مؤتمر الجزيرة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للمساعدة في حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية الماسة لتلك المناطق. تركز المناشدات على إنقاذ الأرواح ومعالجة الأضرار الجسيمة التي ألحقتها الهجمات بالمجتمعات الضعيفة، ولا سيما في ظل انعدام الأمان وانتهاكات حقوق الإنسان التي تُرتكب بشكل يومي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.