في سياق التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن نشر جنود في نقاط مراقبة على الحدود مع لبنان لمراقبة المسيرات وتحذيرها، في ظل استمرار وصول المسيرات من لبنان إلى شمال إسرائيل. تشير التقارير إلى أن هذه المسيرات تشكل تحديًا كبيرًا للطيران العسكري الإسرائيلي، الذي يواجه صعوبات في رصد هذه الطائرات الصغيرة، خاصة بعد العمليات السابقة التي كشفت عن ضعف الدفاعات الجوية الإسرائيلية. كان آخرها الهجوم الذي شنَّه حزب الله عبر المسيرات والصواريخ على قواعد عسكرية إسرائيلية، مما يعكس ارتفاع مستوى التهديد الذي تمثله هذه الطائرات.
تضيف التقارير أن العمليات الناجحة للمسيرات من قبل حزب الله قد أظهرت عناء الدفاعات الجوية الإسرائيلية، إذ تمكنت الطائرات المسيرة من الوصول إلى أهداف استراتيجية، مثل محيط منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، وإنجاز ضربات مؤلمة على القوات العسكرية. وبالتالي، فإن هذا الصداع الأمني يؤثر بوضوح على القرار الشخصي لرئيس الوزراء، حيث أصبح يؤجل مناسبات عائلية بسبب التهديدات.
وبالنظر إلى خصائص المسيرات، فإن صعوبة رصدها ترتبط بحجمها الصغير وتخفف مقطعي راداري المخطط لها، ما يجعلها أقل وضوحًا على الأجهزة الرادارية التقليدية. تحلق هذه الطائرات عادة على ارتفاعات منخفضة وبسرعات غير متوقعة، مما يصعب رصدها ومطاردتها بشكل فعال. هذا بالإضافة إلى أنها تمتلك درجات منخفضة من التوقيع الحراري، ما يجعل اكتشافها بواسطة المنظومات الحرارية أمرًا صعبًا أيضًا.
لقد كانت مسيرات حزب الله مصدر تهديد لإسرائيل منذ أكثر من عقدين، حيث بدأت العمليات الجوية الاستطلاعية في عام 2004 وحققت أهدافًا تنذر بالخطر بالنسبة للأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية. تطورت المسيرات من كونها فقط وسائل للاستطلاع إلى أدوات هجومية تحمل متفجرات، مما يعكس التقدم التقني الهائل الذي أحرزه الحزب في مجال المسيرات. وبفضل الدعم الإيراني والمساعدة التقنية، تمكن حزب الله من زيادة ترسانته من الطائرات المسيرة وتعزيز قدراتها الهجومية.
تشير الدراسات إلى أن تركيز حزب الله على تطوير المسيرات يأتي نتيجة لعدم توفر خيارات هجومية تقليدية بمستوى متساوٍ مع القوى العسكرية الإسرائيلية. وعلى الرغم من التفوق التكنولوجي لإسرائيل في مجال الطيران الحربي، فإن حزب الله تتمكن من استخدام المسيرات بنجاح كبديل منخفض التكلفة، مما يشكل تهديدًا فعالًا لتنفيذ هجماته. تتسم هذه الطائرات بأنها قادرة على حمل أحمال ثقيلة وتنفيذ مهام صعبة، مما يزيد من خطرها على الأمن الإسرائيلي.
التوقعات المستقبلية تشير إلى أن المقاومة ستستمر في تعزيز قدراتها في استخدام المسيرات، وأن التطور العلمي في هذا المجال سيعطي الجماعات غير النظامية مثل حزب الله فرصة لتوسيع نطاق تأثيرها. فبفضل التقنيات الحديثة، يمكن للأطراف غير الحكومية الوصول إلى تكنولوجيا أكثر تقدمًا بأسعار معقولة، مما يزيد من قدرتها على مواجهة الجيوش التقليدية. لذا، يبقى السؤال حول كيفية استجابة جيوش مثل إسرائيل لتحديات هذا الأسلوب الجديد من الحروب، وكيف ستعمل على تعزيز دفاعاتها لمواجهة هذه التطورات.