استشهد المقاوم الفلسطيني هاني بني عودة، أحد أبرز قادة سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في بلدة طمون قرب مدينة طوباس، بعد أكثر من عام من المطاردة المستمرة من قبل القوات الإسرائيلية. تم استهدافه بصاروخ من مسيرة إسرائيلية خلال عملية عسكرية واسعة، مما أدى إلى تفتيت جسده. عقب القصف، قامت قوات الاحتلال باقتحام المنطقة والبحث عن مقاومين آخرين، وقامت بأعمال تدمير واسعة في الممتلكات الخاصة، بالإضافة إلى قتل واحتجاز جثمان مدني آخر.

بلدة طمون، التي يقطنها حوالي 15 ألف نسمة، أظهرت رد فعل قوي تجاه استشهاد ابنها هاني، الذي كان معروفًا بشجاعته ونضاله ضد الاحتلال. وقد شهدت البلدة حالة من الحزن والغضب بعد فقدان أحد أبرز قياداتها، إذ انطلقت الجموع في مسيرة لجمع جثمانه ونقله إلى المستشفى لتجميع أشلائه قبل تشييعه في جنازة مهيبة. واكتسي التشييع بأجواء من التأكيد على الاستمرار في المقاومة والانتقام من الاحتلال.

وُلد هاني في عائلة بسيطة وبدأ نشاطه المقاوم منذ الانتفاضة الأولى في عام 1987. تعرض للاعتقال من قبل الاحتلال عدة مرات، حيث احتُجز في السجون لمدة تقارب تسع سنوات مجموعها، لكنه لم يتخلَّ عن العمل المقاوم. خلال السنوات الأخيرة، أصبح هدفًا للاحتلال بعد أن أسس حالة وطنية من المقاومة في بلدة طمون، حيث شهدت خلال تلك الفترة موجة من الاقتحامات واعتقال العديد من الأشخاص في محاولاتهم للضغط عليه.

لاحقًا، وبسبب إيمانه العميق بقضية بلاده، استمر هاني في نشاطه المقاوم حيث أصبح رمزًا للحماية والدفاع عن أبناء الشهداء والأسرى في المنطقة، مما زاد من شعبيته وتأثيره في المجتمع المحلي. قبل استشهاده، كان معروفًا بحس أمني عالٍ، حيث لم يلتقِ بعائلته طوال فترة ملاحقته، مما يدل على جديته في مواجهة التهديدات التي كان يتعرض لها من قبل الاحتلال.

تُعتبر بلدة طمون من أبرز مراكز المقاومة خلال الفترة الأخيرة، حيث أظهرت الأسبوع الماضي مدى تأثر سكان البلدة باستشهاد هاني، حيث أشار العديد من الأهالي إلى أن المقاومة ستستمر ولن تتوقف بعد استشهاده. فقد ساهم هاني في تشكيل حاضنة قوية للمقاومة، وعُرف بكونه شخصية ذات موقف ثابت وجريء جعلت من الاحتلال يشعر بالقلق إزاء نشاطاته.

تجسد الحالة الوطنية والمقاومة القوية في طمون من خلال أعداد الشهداء الذين سقطوا خلال المواجهات مع الاحتلال، حيث ارتقى من البلدة 13 شهيدًا خلال الحرب على غزة. العزيمة التي تحلت بها البلدة في جنازة هاني تعكس استمرار المقاومة وتعهد بالمضي قدمًا في النضال ضد الاحتلال، مما يدل على ارتباط أهالي طمون بالنضال الفلسطيني العابر للأجيال.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version