في 7 أكتوبر 2023، تواصلت العديد من وسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية مع رامي أبو جاموس، الصحفي المقيم في غزة، ليعبر عن معاناة الفلسطينيين في ظل العدوان الإسرائيلي. تحدث أبو جاموس عن المجازر والإذلال والمجاعة التي يتعرض لها سكان القطاع، مشددًا على أن غزة أصبحت “جحيمًا على الأرض”. ومع ذلك، شهدت المقابلة تركيزًا مفرطًا على سؤال واحد تكرر باستمرار: “هل تدين حماس؟”، مما أثر سلبًا على قدرته في إيصال رسالته الحقيقية حول الوضع الفلسطيني.

أبو جاموس، الذي يدير مكتب “غزة برس” لتقديم المساعدة للصحفيين الغربيين، اضطر إلى مغادرة شقته مع زوجته بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية. في مذكراته، أبدى استغرابه من أن النقاشات بين المشاركين لم تتطرق إلى مأساة القتلى الفلسطينيين أو الإدانة لسياسات إسرائيل العدوانية. وتساءل بحرقة: لماذا يُطالب الفلسطينيون بإدانة حماس، بينما لا يُعقد أي نقاش حولKilled حوالي 42 ألف فلسطيني في الاعتداءات الإسرائيلية؟

العالم يتجاهل الظلم الواقع على الفلسطينيين، حيث يبدو أن التركيز ينصب على وصف العنف بفعل المقاومة دون الاطلاع على الظروف المحيطة بها. انتقد أبو جاموس المقابلات الإعلامية التي تعكس خطابًا مزدوجًا، حيث يُعتَبر أي مقاوم للإحتلال “إرهابيًا”، في حين تمر انتهاكات حقوق الفلسطينيين دون إدانة مماثلة. وأشار إلى أن القوانين العسكرية والاجراءات القانونية المعتمدة في محاكم الاحتلال تميز بوضوح بين المدنيين الفلسطينيين والمعتدين الإسرائيليين في تداعيات قانونية مختلفة.

وأبرزت الملاحظات التي أدلى بها الصحفي تشارلز إندرلين، الذي عُرف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل، توجهات متحيزة وضعف المصداقية في الإعلام. إذ تشير تصريحاته إلى تداعيات عنصرية ضد الفلسطينيين، حيث يروج لكفاح المسلح الفلسطيني بمصطلحات إرهابية. هنا، أراد أبو جاموس أن يُشير إلى أن الخطاب إزدواجي، وأن هناك تناقضات واضحة في تصوير الإسرائيليين كضحايا دون التطرق إلى الضحايا الفلسطينيين.

استنكر أبو جاموس الرقابة المفروضة ليس فقط من قبل حماس، ولكن أيضًا من قبل إسرائيل التي تُخضع أبناء غزة لرقابة قاسية. هذا الأمر يُظهر أن الرقابة تظل سمة مشتركة بين جميع الأطراف في الحروب، مما يقيد حرية التعبير عن معاناة المدنيين. هذا الواقع المليء بالتجاذبات السياسية والإعلامية يُظهر صورة مُتشابكة تُعاني منها القضية الفلسطينية، حيث يظل الصوت الفلسطيني على حافة النسيان أو التشويه.

اجتمعت كافة هذه العوامل لتجعل من تجربة أبو جاموس تعكس التحديات الكبيرة التي وجهها الفلسطينيون في التعبير عن اختياراتهم وطموحاتهم، خاصة في سياق إعلامي يركز على تسليط الضوء على الصراعات دون فهم عميق لمسبباتها. في ضوء تعقيدات الوضع، يبقى الأمل معقودًا على صحفيين مثل أبو جاموس لنقل الحقائق وفتح نقاشات حول معاناة الشعب الفلسطيني وصراعه من أجل العدالة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version