مدريد- على وقع المطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة، ودعوة حكومتهم لقطع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل، احتشد -اليوم السبت- آلاف المتظاهرين في قلب العاصمة مدريد بتنظيم من الشبكة الإسبانية للنضال ضد الاحتلال في فلسطين، بعد أكثر من 19 شهرا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقُدِّرت أعداد المشاركين بعشرات الآلاف، حسب القائمين على المظاهرة التي وصفت بـ”الحاشدة” حيث قدموا من جميع أنحاء الأقاليم الإسبانية، وانطلقوا من محطة “أتوتشا” جنوب مدريد نحو ساحة “بويرتا دي سول” وسط العاصمة.
وهتف المتظاهرون، الذين تنوعوا بين طلاب الجامعات وحتى كبار السن والعجائز، بتأكيد أن ما يحصل في غزة ليس حربا فقط بل هي إبادة جماعية، وصدحوا قائلين “من النهر إلى البحر فلسطين ستنتصر”، و”ليعيش نضال الشعب الفلسطيني”، و”هي مستشفيات وليست وحدات عسكرية”.
مطالب وخطوات
وقال المنظمون في بيان لهم “لم يكن الواقع أكثر وضوحا من أي وقت مضى” وذكروا أنه لم يتبق أمام المجتمع الدولي إلا خياران إما المشاركة في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، أو الدفاع عن عالم قائم على العدالة والمساواة.

ورفع المتظاهرون أعلام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وهي ملطخة بالدماء، في إشارة إلى مساهمتهم جميعا في “الجريمة” خاصة بعد أن زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن وبودابست رغم صدور مذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية.
وتمثَّلت مطالب المنظمين للفعالية، حسب بيانهم:
- قطع جميع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والمؤسسية والعسكرية مع إسرائيل بشكل فوري.
- فرض حظر شامل على تجارة الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية ومعدات المراقبة مع إسرائيل، بما في ذلك إنهاء التراخيص ووقف عبور الأسلحة عبر إسبانيا.
- الدعم القوي والكامل للقضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، وتتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية.
- وقف تجريم التضامن مع فلسطين.
- الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وتنفيذه، كما ينص عليه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
رفض التواطؤ
كما أكد البيان أن “إفلات إسرائيل من العقاب لم يكن ليتحقق لولا شبكة التواطؤ التي تدعمها، والتي تضم الحكومات التي تمتنع عن فرض العقوبات، والشركات المتعاونة مع إسرائيل، ووسائل الإعلام التي تغير الحقائق، والمؤسسات الصامتة عن الجرائم”.
وأثنى القائمون على الفعالية على الاستمرار بالعمل التضامني الذي يقوم به الشعب الإسباني، وهو ما أحدث “فرقا فعليا” بتعليق الحكومة عقود الأسلحة مع إسرائيل، وإلغاء بعض الاتفاقيات التجارية والفنية معها.
كما حرص العديد من الفنانين والجامعيين والسياسيين على النأي بأنفسهم من أن يكونوا جزءا من أي نشاط متعلق بإسرائيل، حتى لا يكونوا جزءا من الإبادة الجماعية.