سلطت نافذة الجزيرة الخاصة بالانتخابات الرئاسية الأميركية الضوء على منافسة مرشحي الحزبين الرئيسيين، كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، قبل خمسة أيام من موعد الانتخابات. وأظهرت استطلاعات الرأي تقاربا كبيرا بين المرشحين، مما يعكس أهمية الحملات الانتخابية وقوة السجالات بينهم حول ملفات رئيسية مثل الاقتصاد والهجرة، مع تركيز خاص على قضايا تتعلق بالأمريكيين من ذوي الأصول اللاتينية والعرب والمسلمين، وكذلك الأبعاد المرتبطة بالحرب في قطاع غزة.
تواجه هاريس صعوبة في التعامل مع قضايا الحرب على غزة، حيث تتعرض لمقاطعة من الحضور في تجمعاتها الانتخابية للمطالبة بإنهاء الصراع. ومع ذلك، تحاول التواصل مع الناخبين بالتركيز على أهدافها الانتخابية، معتبرة أن النجاح في الانتخابات هو السبيل لتحقيق السلام. هذه القضية تمثل تحديًا رئيسيًا وقد تؤثر على توجه الناخبين في ظل الانتقادات القائمة حول موقف الحزب الديمقراطي من الأوضاع في غزة.
أما في ولاية فلوريدا، التي كانت تُعد تاريخيًا ولاية متأرجحة، فقد تغير المشهد. حيث يعتقد المتابعون أن ترامب قد حسم الأصوات في الولاية خلال الدورات الانتخابية السابقة. تظهر أرقام التصويت المبكر أن الناخبين الجمهوريين يتفوقون على الديمقراطيين في هذا الدور، مما يضع هاريس في موقف صعب خاصة أنها لم تتمكن من زيارة الولاية بعد. هذا الأمر يشير إلى نقل شعور الغالبية من الناخبين نحو الحزب الجمهوري.
في ولاية ميشيغان، تتضح الفجوة في صوت الجالية العربية، على الرغم من أن عدد أفرادها لا يتجاوز 2.1% من السكان، إلا أن تأثيرهم الانتخابي يمكن أن يكون كبيرًا. وقد أُثيرت عاصفة من الجدل حول مواقف الحزب الديمقراطي تجاه الجالية بعد التصريحات الأخيرة لبعض الشخصيات السياسية، مما دعا العمدة المحلي إلى مناشدة الحزب للتوقف عن إرسال ممثلين لا يحترمون المجتمع العربي الأميركي.
من جهة أخرى، يستغل ترامب الأوضاع الاقتصادية والسياسية لصالحه في نيفادا، حيث يهدف إلى توسيع قاعدته الشعبية عبر قضايا مثل الاقتصاد والهجرة. تشير استطلاعات الرأي في ولاية تكساس أيضًا إلى تقدم كبير له، مما يعكس توجهًا قويًا لصالح الحزب الجمهوري. في ولاية أريزونا، ازدادت نسبة الاقتراع المبكر للنخب الجمهورية بشكل ملحوظ، مما يعكس تغييرًا في المزاج العام للناخبين مقارنة بالسنوات السابقة.
في ظل كل هذه التطورات، تكشف أحدث استطلاعات الرأي عن تقدم طفيف لترامب بفارق ضئيل جدًا عن هاريس، مما يدل على أن المنافسة تحتدم بشكل غير مسبوق. ووفقًا لإحصائيات مشاركة الناخبين، فقد شهدت المراكز الاقتراع إقبالاً كبيراً، مما يوحي بأن نتائج الانتخابات القادمة ستعتمد بشكل كبير على الولايات المتأرجحة. تتزايد الضغوط والتحديات أمام الحزب الديمقراطي، وخاصة في الولايات البارزة مثل بنسلفانيا، حيث يميل التقارب في الأصوات إلى زيادة حدة المنافسة.