من خلال استخدام أكثر من 18 ألف قطعة من قطع الليجو، قام المواطن خالد سعيد العبدالله بتشكيل مجسم لتاريخ المملكة العربية السعودية وحكامها عبر التاريخ، بدءًا من إمارة الدرعية، ومرورًا بالدولة السعودية الأولى والثانية وصولًا إلى الحكم الحالي. ويتكون المجسم من 212 سم في الارتفاع و153 سم في العرض، ويعكس تسلسل زمني لحكام المملكة من تاريخ الولادة حتى التولي والوفاة. المهندس خالد العبدالله، الذي حصل على درجة الماجستير في هندسة الكمبيوتر من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وكان يعمل في أرامكو السعودية، أوضح أنه بدأ هذا المشروع بعد تقاعده من خلال دراسة التاريخ وجمع المعلومات من الكتب الموثقة لتصميم مجسم يحكي قصة حكام المملكة عبر العصور. وقام بتصميم وتشكيل مجسمات لجميع الحكام بدقة واهتمام بالتفاصيل، وتوسعت رؤيته لتشمل إنشاء لوحات تاريخية للأنبياء والرسل والحكام العرب والأمراء.

تجاوز المهندس العبدالله حدود المجسمات التاريخية ليخلق مشروعًا أوسع يشمل تاريخ الأنبياء والرسل بدءًا من النبي آدم عليه السلام وانتهاءً بالرسول محمد عليه السلام، بما يتضمن سجل زمني لحياة الأنبياء والرسل الذي ورد في القرآن. وقد تم توثيق هذه المشروعات باللغتين العربية والإنجليزية، واستمرت الجهود لأكثر من 24 شهرًا في إنجاز التصاميم والمجسمات بدقة واهتمام بأصغر التفاصيل. وتضمنت المشروعات مجسمات للحكام العرب والأمويين والعباسيين والعثمانيين والمملكة المتحدة.

بجانب اهتمامه بتاريخ المملكة العربية السعودية والأنبياء والرسل، قام المهندس خالد بإنشاء لوحات تاريخية تمثل أمراء مناطق المملكة وحكام دول الخليج العربي، بدءًا من قيام المملكة العربية السعودية وصولًا إلى الحكام الحاليين. وتم اتمام هذه اللوحات بنجاح بعد مجهود واضح ودقة في التصميم وتكاملها مع مجسماته التاريخية السابقة. تجسد هذه المبادرات والمشروعات الفريدة اهتمام المهندس خالد بحياة الشعوب والأفراد وتاريخهم وتراثهم عبر العصور.

تمثل محاولات المهندس خالد العبدالله في إحياء التاريخ والتراث من خلال مشروعات الليجو الملونة والمفصلة، فهي تعكس اهتمامًا بالتفاصيل ودقة في العمل وتعبيرًا عن حبه للتاريخ والحضارة. وتم استلهام فكرته من القول الشهير “إن الحاضر غرس الماضي، والمستقبل جنى الحاضر”، مما يظهر توجهه نحو إعادة احياء التاريخ وتوثيقه بشكل مبتكر وفني. العمل الذي بذله في استكمال هذه المشروعات خلال جائحة كورونا يدل على التزامه وعزمه على استمرارية هذا النوع من الفن والتاريخ وتقديمه للمجتمع بصورة مبدعة وشيقة.

باستخدام قطع الليجو وموهبته الابداعية ودراسته التاريخية، تمكن المهندس خالد العبدالله من تشكيل مجسمات ولوحات تاريخية مميزة تحكي قصة حكام وأمراء المملكة منذ نشأتها. ونجح في توثيق تاريخ الأنبياء والرسل بطريقة مبتكرة وفنية تظهر ابداعه وشغفه بإحياء التاريخ وتراثه بطريقة ملهمة. إن مشروعاته تعكس روح الإبداع والثقافة والفن التي تساهم في إثراء المجتمع والحفاظ على تراثه وهويته الوطنية. من خلال هذه المشاريع، يحقق المهندس خالد حلمه في تخليد التاريخ وتوثيقه بأسلوب يجذب الانتباه ويحقق الإعجاب والتقدير.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version