قام قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، بتهديد بالرد على أي هجوم محتمل يستهدف مصالح إيران أو مواطنيها. وأكد أن بإمكان طهران شن هجوم واسع النطاق على إسرائيل، لكنهم اختاروا قيام بعملية محدودة كتحذير للجيران. تصريحاته جاءت بعد الهجوم الذي نفذته إيران للمرة الأولى بشكل مباشر ضد إسرائيل.
أشار الحرس الثوري الإيراني في بيان صادر يوم الأحد إلى أن أهداف الهجوم على إسرائيل تحققت بنجاح. وبدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إيران تجاوزت كل الخطوط الحمراء بشن الهجوم عليهم. وأظهرت الصور الجوية تدمير مبانٍ وممرات تحت الأرض في مرفأ حيفا خلال الهجوم.
ويعد هذا التصعيد بين إيران وإسرائيل الأحدث في سلسلة من التوترات التي بدأت بعد إصدار الإيرانيون تهديدات لإسرائيل بسبب هجوم جوي تابع للجيش الإسرائيلي على قواعدهم في العراق. ورغم تأكيد إيران على أن نشر الصواريخ الباليستية كان موجهًا فقط للقواعد العسكرية الإسرائيلية في العراق، إلا أن إسرائيل اعتبرت ذلك تهديدًا مباشرًا لها وردت بتنفيذ غارات جوية استهدفت مواقع في إيران.
وقد أثارت هذه الأحداث مخاوف من تصعيد أكبر في المنطقة، خاصة وأن إيران تمتلك قدرات عسكرية كبيرة وصواريخ باليستية قادرة على الوصول إلى إسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تعتبر إيران تهديدًا أمنيًا خطيرًا ولا تتردد في الرد على أي هجوم يستهدفها، وقد حذرت في السابق من توسيع نطاق الصراع بينهما.
بناء على ذلك، فإن الوضع الراهن بين إيران وإسرائيل يشهد تصاعدًا في التوترات مما يتطلب تهدئة الأوضاع لتجنب المزيد من الاشتباكات المسلحة، والتي قد تؤدي إلى تصعيد أكبر وخسائر بشرية ومادية كبيرة. لذلك، يجب أن تلتزم الدولتان بضبط النفس والبحث عن حلول دبلوماسية لحل الخلافات بينهما وتجنب مزيد من التصعيد العسكري الخطير.
وفي نهاية المطاف، يجب على الجانبين أن يبحثا عن آليات للتفاوض والحوار لحل الخلافات بينهما ووضع حد للتوترات المتصاعدة بينهما، وتفادي أي سيناريوهات قد تؤدي إلى نشوب صراع مفتوح بينهما يؤثر سلبًا على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.