تشهد سماء العالم العربي قبل منتصف الليل اليوم الأحد ولبقية الليل، رصد اقتران القمر الأحدب المتناقص بكوكب المشتري عملاق النظام الشمسي، في ظاهرة مشاهدة بسهولة بالعين المجردة. رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أشار إلى أن كوكب المشتري رابع ألمع جسم في قبة السماء بعد الشمس والقمر والزهرة، وسيظهر كنقطة بيضاء ساطعة للراصد بالعين المجردة وعند رصده من خلال المنظار أو تلسكوب صغير سيشاهد قرص الكوكب وحوله أقماره الأربعة الكبيرة التي تعرف باسم “أقمار غاليلو” وهي (غانميد، كاليستو، يوروبا، إيوا) حيث تظهر كنقاط ضوئية صغيرة قرب المشتري. وأوضح أيضًا أن خلال ساعات الليل تنتقل هذه الأجسام ظاهريًا نحو الغرب نتيجة دوران الأرض حول محورها ولكن الحركة الحقيقية للقمر هي نحو الشرق بالنسبة للنجوم.
بالمراقبة المستمرة لموقع القمر في نفس الوقت كل يوم، يمكن للمراقب أن يلاحظ حركته نحو الشرق بالنسبة للنجوم والكواكب في دائرة البروج. وهذا يشير إلى أن في اليوم التالي سيكون القمر بعيدًا عن المشتري قد ابتعد عن المشتري مندفعًا نحو الشرق، وهي حركته الطبيعية في مداره حول الأرض. تُظهر هذه الرؤية الدقيقة لحركة القمر والكواكب وكيفية تفاعلها مع بعضها البعض في السماء، وتعكس الظواهر الفلكية المثيرة التي يمكن للمهتمين بالفلك متابعتها ودراستها بدقة.
وتعتبر هذه الظاهرة الفلكية لا تحدث بشكل شائع، ولذلك يُعد رصدها ومتابعتها فرصة نادرة لعشاق الفلك والمهتمين بعلوم الفضاء للاستمتاع بمشاهدة هذا الاتحاد الخاص بين القمر وكوكب المشتري. وحيث يمكن للجميع متابعة هذه الظاهرة بسهولة باستخدام العين المجردة أو المنظار، تقدم هذه الفرصة فرصة مثالية لنشر الوعي بالفلك وزيادة الاهتمام بعلوم الفضاء والسماء، وتوعية الناس بأهمية استكشاف الكون وفهم غموضه.
أثارت هذه الظاهرة الفلكية اهتمام العديد من المهتمين بمجال الفضاء والفلك، وأثبتت أن الفضاء مليء بظواهر غريبة ومدهشة يمكن للإنسان استكشافها ودراستها. وتساهم الأبحاث والدراسات التي تجري عن هذه الظواهر في زيادة المعرفة الفلكية وفهم عمق الكون وتركيبه وتفاعلاته. ومع تقدم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، يصبح من السهل تسجيل ومتابعة هذه الظواهر بشكل دقيق، مما يسهل على العلماء والمهتمين بالفلك توثيقها ودراستها بدقة وتحليلها بعمق.
في النهاية، تعتبر مشاهدة اقتران القمر الأحدب مع كوكب المشتري فرصة مثالية لاكتساب معرفة فلكية جديدة واكتشاف جماليات الفضاء الذي يحيط بنا. وباستمرار تعزيز الوعي بأهمية البلاسمة والبحث العلمي في مجال الفلك وعلوم الفضاء، يمكن أن يشعل هذا الاهتمام الشغف بالاستكشاف والتعلم في الأجيال القادمة، ويسهم في تحفيز الشباب على اكتشاف مجالات علمية جديدة والسعي لتحقيق التقدم والابتكار في هذا المجال المثير.