بدأ صقارو محافظة “رفحاء” في منطقة الحدود الشمالية استعدادهم لبدء رحلات “المقناص” المعروفة والمشهورة بالمنطقة، من خلال تجهيز طيورهم وإعادة تأهيلها وتدريبها على الصيد مع اقتراب موعد هجرة الطيور، وذلك بعد أن تراجعت درجات الحرارة، حتى مالت إلى البرودة، وانتهت فترة “المقيض” التي استمرت نحو 7 أشهر. يُعد شهر سبتمبر ومطلع أكتوبر هما الفترة التي ينتقل فيها الطير من مرحلة “المقيض” إلى الصقار، أو كما يطلقون عليها مرحلة “الدعو”، وهي مرحلة تأتي بعد مرحلة المقيض وقبل مرحلة الصيد الفعلي للطيور المهاجرة، وهي أساسية لإعداد الطير لموسم المقناص. يجب على الصقار تأهيل الطير بصبر وهدوء ودون عجلة حتى يعود الطير لعاداته، ويتم نقل الطيور وتدريبها وتجهيزها للمقناص لتكون جاهزة لموسم الصيد.
إحدى التجهيزات الهامة التي تسبق “المقناص” هي تهيئة منقار الطائر، وتقليم مخالبه، ويكون ذلك بواسطة متخصصين بآليات خاصة وبتركيز عالي، حيث أن “البوز” هو أساس عيشة الطيور. بجانب ذلك، يتم تركيب جهاز لتتبع حركة الطير من خلاله، وفي حالة فقدان الطيور يمكن متابعتها والعثور عليها. المستلزمات الأخرى التي يحتاجها الصقار وأهل القنص تشمل العديد من الأدوات الأساسية والتي تختلف حسب النوع والنوعية التي يتعاملون معها.
يتنوع أنواع الصقور وتختلف باختلاف سلالاتها، حيث تختلف في الحجم واللون والقدرات. يوجد أنواع مثل “نادر” و”لزيز” و”محقور” و”تبع”، وعلى الرغم من تشابهها بشكل كبير، إلا أن الصقارين يستطيعون التمييز بينها من خلال خصائص معينة مثل حجم الرأس أو الأيدي أو المنقار. الصقارة، من جهتها، تفضل صفات وطباع معينة في الطائر مثل الانتباه والحذر والحذر والطلع الصحيح على الصيد، وتفضيل الطيور التي تسهل إلباسها البرقع وعدم الكثير من السلوكيات الضارة.
حدد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الأول من سبتمبر 2024 موعدًا لبداية موسم الصيد في المملكة العربية السعودية، وقام بفتح باب استقبال طلبات تراخيص الصيد على منصة “فطري”. موسم الصيد يعتبر واحدًا من الأنشطة الشعبية في المملكة التي تستمتع بها عدة فئات من الناس، ويشهد إقبالًا كبيرًا خاصة من قبل عشاق الصقارة والقنص.
يتطلب استمرارية نجاح موسم الصيد تكامل وتنسيق مستمر بين الصقار والطائر، حيث يحتاج الصقار إلى تدريب يومي للطائر لتحسين مهاراته الصيدية واستعداده لمواجهة طيور المقناص. هذا يتطلب صبراً واهتماماً وتركيزًا كبيرًا من الصقار، حيث يجب أن يكون على استعداد لاحتمالات مختلفة تواجهه أثناء تواجده في البرية. يعتبر موسم الصيد تجربة فريدة لعشاق الصقارة والطيور، ويعتبر فرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة وتجارب فريدة في عالم الصيد والمغامرة.