تتسبب الحروب في تداعيات نفسية عميقة على الجنود المشاركين في القتال، حيث تكشف تقارير جديدة عن معاناة آلاف الجنود الإسرائيليين من اضطرابات نفسية بعد عودتهم من الصراع في غزة. ويعاني الجنود من اضطرابات نفسية حادة وحالات انتحار، مما يسلط الضوء على التأثير النفسي الباهظ الذي يدفعهم نتيجة لمشاهدة العنف والدمار في ساحات القتال.

تظهر تقارير أمريكية عن انتشار واسع لاضطرابات ما بعد الصدمة بين الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في القتال بغزة، وتشير إلى الآلاف من الجنود الذين يعانون من صدمات نفسية حادة بسبب الأحداث الصادمة التي شهدوها. وتشير شبكة “سي إن إن” إلى أن ثمن الحرب على النفس الذي يتحمله الجنود يزداد، وتتزايد المخاوف من استمرار الحرب دون نهاية وتجنيد الجنود لخوض حروب أخرى.

يشير الأطباء والعاملون في الجيش الإسرائيلي إلى تحديات نفسية وأخلاقية تواجه الجنود أثناء تعاملهم مع المدنيين في غزة، حيث يتضايقون بين معتقداتهم بدعم سكان غزة لحماس والمشاهد التي يرونها في الحرب. ويواجه الجنود صعوبات في التكيف مع الأحداث الصادمة التي يشهدونها، مما ينعكس على صحتهم النفسية والنفسية.

تتجلى معاناة الجنود الإسرائيليين في نماذج مأساوية، حيث تحدثت عائلة جندي احتياطي شارك في الحرب في غزة عن تغييره الجذري بعد عودته، حيث أصيب بإضطراب ما بعد الصدمة وانتحر قبل إعادته للمشاركة في الحرب. وتشير شهادات جنود آخرين إلى التحديات النفسية التي يواجهونها بسبب مدى العنف والدمار الذي يرونه في ساحات القتال.

حذرت التقارير العسكرية الإسرائيلية من زيادة حالات الانتحار بين الجنود، وكشفت عن أن 10 جنود انتحروا خلال فترة الصراع في غزة. وتشير بيانات إدارة إعادة التأهيل في الجيش الإسرائيلي إلى أن أكثر من ثلث الجنود الذين عادوا من القتال يعانون من مشاكل نفسية، مما يستلزم إبعادهم عن المعركة لتلقي العلاج النفسي.

تعد حرب غزة الأطول في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948، وتتسبب في آثار نفسية عميقة على الجنود المشاركين في القتال. ويشدد الخبراء على ضرورة توفير الدعم النفسي والنفسي لهؤلاء الجنود لمساعدتهم في التأقلم مع الصدمات التي عانوا منها، وتجنب حالات الانتحار وتفادي تفاقم الأوضاع النفسية لهؤلاء الجنود في المستقبل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.