توافد حجاج بيت الله الحرام منذ ساعات الصباح الأولى إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات، لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، والاستماع إلى خطبة يوم عرفة التي يلقيها هذا العام الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حجته المباركة.

وفي إطار جهودها لخدمة ضيوف الرحمن، تباشر الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين بث الترجمة الفورية المباشرة للخطبة بأكثر من 34 لغة عالمية، في خطوة تهدف إلى إيصال مضامين الخطبة إلى أكبر عدد ممكن من المسلمين حول العالم، انسجامًا مع مبدأ “البلاغ المبين” ورسالة الإسلام العالمية، بما يعكس مكانة المملكة الرائدة في خدمة الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين.

وبالتزامن مع ذلك، أنهت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد استعداداتها الفنية في مسجد نمرة، حيث تم تنفيذ أعمال الصيانة الشاملة والتشغيل والتنظيف، إلى جانب تزويد المسجد بالسجاد الفاخر، ومتابعة تطوير أنظمة التكييف وتنقية الهواء، بالإضافة إلى صيانة المولدات الكهربائية، بما يضمن أداء الحجاج لنسكهم في أجواء مريحة وآمنة.

ويُعد مسجد نمرة ثاني أكبر مسجد في منطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام، وقد شهد في عهد الدولة السعودية توسعة ضخمة، حيث يمتد على مساحة تتجاوز 110 آلاف متر مربع، بطول يبلغ 340 مترًا وعرض يصل إلى 240 مترًا، فضلًا عن ساحة خارجية مظللة تبلغ مساحتها 8 آلاف متر مربع، ليرتفع بذلك عدد المصلين الذين يمكن استيعابهم إلى نحو 400 ألف مصلٍّ.

يتميز المسجد بست مآذن يبلغ ارتفاع كل منها 60 مترًا، وثلاث قباب وعشرة مداخل رئيسة تحتوي على 64 بابًا. كما يضم غرفة مخصصة للإذاعة الخارجية، جُهزت لنقل الخطبة والصلاة مباشرة عبر الأقمار الصناعية إلى مختلف أنحاء العالم.

يقع المسجد في الموضع التاريخي الذي ألقى فيه النبي صلى الله عليه وسلم خطبته الشهيرة في حجة الوداع، وقد بُني في هذا المكان في بداية عهد الدولة العباسية خلال منتصف القرن الثاني الهجري. ويقع الجزء الغربي من المسجد في وادي عرنة، وهو وادٍ نهى النبي عن الوقوف فيه أثناء الحج، حيث قال عليه الصلاة والسلام: “وقفت هاهنا، وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة”، ما يجعل المسجد شاهدًا حيًّا على إرث النبوة وذاكرة الحجيج الممتدة عبر القرون.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.