هبطت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل، لتفقد أكثر من 1.5% في المعاملات المبكرة اليوم الاثنين، وذلك بعد صدور بيانات تضخم صينية أقل من المتوقع وغياب الوضوح حول خطط التحفيز الاقتصادي في بكين، مما أثار مخاوف بشأن الطلب العالمي. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.26 دولار، أي بنسبة 1.59%، لتسجل 77.78 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 1.20 دولار، لتصل إلى 74.36 دولار للبرميل. وتفاقمت الضغوط الانكماشية في الصين خلال شهر سبتمبر، وفقًا لبيانات رسمية صدرت يوم السبت، مما أدى إلى زيادة القلق في الأسواق.
في الوقت نفسه، أثارت مؤتمر صحافي عُقد في اليوم نفسه تكهنات المستثمرين بشأن حجم حزمة التحفيز التي قد يتم الإعلان عنها لإنعاش الاقتصاد المتعثر. كما تزايدت المخاوف بشأن احتمال رد فعل إسرائيل على هجوم إيراني قد يؤدي إلى تعطل إنتاج النفط. تجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط الخام شهدت ارتفاعًا خلال الأسبوع الماضي نتيجة تقييم المستثمرين لاحتمالات انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط وتأثير إعصار ميلتون على الطلب على الوقود في ولاية فلوريدا.
وقامت الولايات المتحدة بتوسيع نطاق العقوبات على إيران ردًا على الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل، مستهدفة بذلك “أسطولها الشبح” الذي ينقل إمدادات النفط بشكل غير قانوني عبر العالم. وعلى صعيد آخر، تسبب تأثير إعصار ميلتون في زيادة الطلب على المدى القصير في الولايات المتحدة، حيث دعمت عمليات الإجلاء زيادة استهلاك البنزين، لكن المخاوف تزال سائدة بشأن ضعف الطلب في توقعات السوق.
تعتبر هذه التطورات الناتجة عن تباين البيانات الاقتصادية الصينية، إضافة إلى عدم وضوح الخطط الاقتصادية في بكين، عاملا مؤثرًا على تراجع أسعار النفط اليوم. ويرجع الفارق الكبير بالأسعار إلى عدم اليقين بشأن حجم حزمة التحفيز التي قد يتم الإعلان عنها وتأثيرها على الاقتصاد العالمي. كما تبقى المخاوف من استجابة إسرائيل لأي هجوم إيراني على هيكلها التحتي للطاقة عاملا آخر يسهم في التقلبات الحادة في أسعار النفط.
على الرغم من الجهود المبذولة لتحفيز الطلب على الوقود في الولايات المتحدة نتيجة تأثير إعصار ميلتون وتوسع العقوبات على إيران، إلا أن القلق من إمكانية تعثر الطلب العالمي على النفط لا يزال ملاحقًا للأسواق العالمية. فمع وجود مؤشرات على استمرار زيادة الضغوط الانكماشية في الصين والتخوف من رد فعل إسرائيل على أي تهديد إيراني، يبدو أن تقلبات أسعار النفط ستستمر في الأيام القادمة. ورغم أن ارتفاع أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي قد يكون ناجمًا عن تقديرات المستثمرين لاحتمالات انقطاع الإمدادات، إلا أن الضبابية المحيطة بسياسات الدول المعنية تجعل من الصعب التنبؤ بتطورات سعر النفط في المستقبل.