أعلنت المؤسسة العامة للمحافظة على الشُعب المرجانية والسلاحف البحرية في البحر الأحمر “شمس”، عن اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية سجل على الإطلاق في المياه السعودية في البحر الأحمر، في جزر الأخوات الأربع؛ “مرمر”، و”دهرب”، و”ملاتو”، و”جدير”؛ على سواحل محافظة الليث بمنطقة مكة المكرمة. وتتميز الجزر الأربع، بكثافتها العالية بمواقع تعشيش السلاحف البحرية، إذ تم تسجيل أكثر من (2500) عش للسلاحف البحرية في هذه الجزر حتى الآن، ما يثبت أنها منطقة تكاثر حيوية للسلاحف المهددة بالانقراض في البحر الأحمر.
تستضيف الجزر الأربع أعدادًا استثنائية من السلاحف، منها السلحفاة الخضراء المهددة بالانقراض، والسلحفاة صقرية المنقار المعرضة لخطر الانقراض الشديد؛ ما يجعلها من أهم مواقع تعشيش السلاحف البحرية في المنطقة بأكملها. وتقع جزر الأخوات الأربع، وهي “مرمر”، و”دهرب”، و”ملاتو”، و”جدير”؛ على سواحل محافظة الليث بمنطقة مكة المكرمة. وتبعد جزيرة “مرمر” عن الساحل حوالي (25.4) ميلًا بحريًّا جنوب غرب المحافظة، وتبلغ مساحتها نحو (1) كم. وقد جاء هذا الاكتشاف ضمن سلسلة من الجهود والمبادرات التي تقودها المؤسسة العامة للمحافظة على الشُعب المرجانية والسلاحف البحرية في البحر الأحمر، لتعزيز المعرفة بالسلاحف البحرية، وبيئاتها الطبيعية في البحر الأحمر.
تهدف هذه الجهود إلى تحقيق استدامة وحماية السلاحف البحرية وبيئاتها الطبيعية، وذلك وفقا لمستهدفات رؤية المملكة 2030. ويعد اكتشاف هذا الموقع الضخم لتعشيش السلاحف في البحر الأحمر خطوة مهمة نحو الحفاظ على تنوع الحياة البرية والبحرية في المنطقة. وتعتبر جزر الأخوات الأربع من البيئات النادرة التي تستضيف أعدادًا كبيرة من السلاحف البحرية، مما يبرز أهمية الحفاظ عليها والعمل على تحقيق استدامة هذه الكائنات المهددة بالانقراض.
جاء هذا الاكتشاف كجزء من جهود مستمرة للمؤسسة العامة للمحافظة على الشُعب المرجانية والسلاحف البحرية في البحر الأحمر، والتي تسعى لتوعية الجمهور بأهمية الحفاظ على السلاحف البحرية ومواطن تعشيشها، وتعزيز الوعي البيئي بين المجتمع المحلي والزوار. ويأتي هذا الإعلان في سياق سعي المملكة العربية السعودية لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، التي تشمل التنوع البيولوجي وحماية البيئة والمحافظة على الحياة البرية والبحرية في البلاد.
تعتبر جزر الأخوات الأربع من الوجهات السياحية البيئية الهامة في المنطقة، وتشكل ملاذًا آمنًا للسلاحف البحرية خلال فترة التكاثر. ومن المهم أن تتخذ الحكومة السعودية والجهات المعنية خطوات إضافية لحماية هذه الجزر والحفاظ على بيئتها الطبيعية لضمان استمرارية توافر شروط تكاثر السلاحف البحرية والحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة. يعتبر الاكتشاف الجديد لموقع تعشيش السلاحف البحرية في جزر الأخوات الأربع خطوة هامة نحو تحقيق هذه الأهداف وتعزيز الوعي البيئي بين الجمهور والحفاظ على الحياة البحرية في البحر الأحمر.