بدأ مزارعو منطقة الجوف موسم تلقيح النخل أو ما يعرف محليًا باسم “توبير النخيل” أو “الإِبار”، وهي عملية زراعية يدوية ينقل فيها طلع النخل الذكور إلى النخيل الإناث استعدادًا لموسم إنتاج التمور.

وأوضح المزارع والمهتم بإنتاج التمور أحمد العرفج أن موسم التلقيح في الجوف يمتد عادةً من فبراير حتى نهاية أبريل من كل عام، حيث يلقّح المزارعون النخيل بأنفسهم لضمان الحصول على إنتاج مميز من التمور، وذلك ابتداءً باستخراج طلع النخلة الذكرية، وهو ما يسمى مفرده “قنو”، ثم يجفف على الأرض لاستخلاص البودرة المستخدمة في التلقيح، قبل أن توضع أربعة شماريخ ذكرية في طلع النخلة الأنثى “القنو”.

ويعتمد المزارعون خلال هذه العملية على أدوات تقليدية، أبرزها المشذاب، وهو أداة حادة مثل السكين تستخدم لتقطيع الشوك المحيط بالنخلة لتسهيل الوصول إلى الطلع، كما تستخدم سلال الخوص المصنوعة من جريد النخل لحمل الإِبار في أثناء الصعود للنخيل.

وتلي مرحلة التلقيح عملية “تعفير النخلة”، حيث ترش النخلة بمسحوق خاص يحمي اللقاح من الحشرات والقوارض؛ مما يعزز فرص نجاح التلقيح وزيادة الإنتاج.

وأشار العرفج إلى أن مزارعي الجوف يعتمدون على تقنيات تقليدية لزيادة جودة وحجم التمور المنتجة عبر تقليل عدد قنيان التمر على النخلة الواحدة من أكثر من عشرة إلى نحو خمسة فقط، ما يساعد على تركيز الغذاء داخل الثمار المختارة، ومن ثم تحسين حجم وجودة التمور.

وتتميّز المنطقة بالحفاظ على الأساليب الزراعية اليدوية داخل الأسر، لا سيما في المزارع الصغيرة والنخيل المحيطة بالمنازل، حيث تورّث تقاليد العناية بالنخيل عبر الأجيال بوصفها من العادات الاجتماعية الراسخة التي تحرص العائلات على استمرارها.

وبحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء، تحتضن منطقة الجوف أكثر من 984,048 نخلة، منها 798,649 نخلة مثمرة، تنتج ما يقارب 43,203 أطنان من التمور، يباع منها نحو 34,045 طنًا في الأسواق المحلية، مما يُجسد أهمية النخيل بوصفه موردًا اقتصاديًّا وثقافيًّا رئيسًا في المنطقة.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version