في يوم الثالث عشر من شهر أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لسرطان الثدي، وهو مناسبة تستغلها المراكز الصحية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية لتوعية النساء بأهمية الكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان. انطلقت حملات التوعية والوقاية في محافظة جدة، حيث تم تنظيم فعاليات توعوية في المراكز الصحية، مراكز التسوق، الجامعات والمدارس، بهدف زيادة وعي النساء بأهمية الكشف المبكر، الذي يساعد في زيادة فرص الشفاء وتحسين نوعية الحياة للأشخاص المصابين بسرطان الثدي. وتأتي هذه الحملات في ظل ارتفاع معدلات انتشار سرطان الثدي في المملكة، حيث يُعتبر هذا النوع من السرطان هو الأكثر شيوعًا بين النساء اللواتي تتجاوز أعمارهن الأربعين.
تحمل هذه الحملات أهمية كبيرة في توعية النساء بأهمية الكشف المبكر، حيث يعتبر الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو الطريقة الأكثر فعالية لزيادة فرص الشفاء حتى 95%، كما أنه يجعل عملية العلاج أسرع وأسهل. وبفضل الجهود المبذولة في توعية النساء بأهمية الكشف المبكر، أظهرت الإحصائيات أن 99% من النساء اللاتي قامن بإجراء فحص الماموغرام بشكل دوري كانت نتائجهن سليمة، وهذا يشجع على ضرورة دعم النساء لإجراء الفحوصات الروتينية للكشف عن أي تغييرات مبكرة في الثدي قد تدل على وجود سرطان.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر الكشف المبكر عن سرطان الثدي فرصة للتشخيص المبكر وعلاج المرض قبل أن يصل إلى مراحل متقدمة. والأمر الذي يزيد من فرص الشفاء ويقلل من التأثيرات الجانبية للعلاج. ومن المهم فهم أن 80% من الأورام الثديية التي يتم اكتشافها ليست سرطانية، وبالتالي فإن الكشف المبكر يساعد في تحديد الحالات التي تحتاج إلى علاج فوري والتأكد من سلامة العديد من النساء.
تعد محافظة جدة إحدى المناطق التي تشهد ارتفاعًا في معدلات انتشار سرطان الثدي، وبالتالي فإن التوجه نحو توعية النساء بأهمية الكشف المبكر والوقاية من هذا النوع من السرطان يعتبر أمرًا حيويًا. ومن المهم أيضًا تشجيع النساء على تبني أسلوب حياة صحي، الذي يتضمن الغذاء الصحي وممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التدخين، حيث تعتبر هذه العوامل من العوامل المساهمة في خفض خطر الإصابة بسرطان الثدي. ومن خلال توعية النساء بأهمية الوقاية والكشف المبكر، يمكن تحقيق تقدم كبير في تحسين صحة المرأة في المجتمع.
في الختام، يعد اليوم العالمي لسرطان الثدي فرصة لزيادة الوعي حول هذا المرض الخطير وأهمية الوقاية والكشف المبكر. ومن خلال حملات التوعية والتثقيف التي تُنظم في مختلف مناطق المملكة، يتم تسليط الضوء على أهمية إجراء الفحوصات الروتينية والالتزام بأسلوب حياة صحي، للحد من انتشار سرطان الثدي وزيادة فرص الشفاء للمصابين. وبالتالي، يصبح من الضروري على المجتمع ككل دعم وتشجيع النساء على الاهتمام بصحتهن واتخاذ الخطوات اللازمة لتجنب هذا النوع من السرطان الخطير.