أسهمت تعثرات الاتحاد المتصدر (49 نقطة) ووصيفه الهلال (47 نقطة) في الجولات القريبة السابقة من الدوري السعودي للمحترفين “دوري روشن 2024 – 2025″، في تقليص الفارق النقطي مع أصحاب المراكز الثالث (النصر 41 نقطة) والرابع (القادسية 41 نقطة) والخامس (الأهلي 38 نقطة)، الذين استنفروا طاقاتهم لمضاعفة الجهد خلال الجولات الـ 15 المتبقية، والحرص على كسب كل المواجهات القادمة، وعدم التفريط فيما تبقى من النقاط المتاحة، بأمل تقليص أكبر للفارق النقطي حتى الصدارة والتتويج باللقب في نهاية المنافسة، وهو الأمر الذي رفع من المستوى الفني لجميع فرق الدوري، لاسيما مع بداية الدور الثاني من المسابقة، وباتت الإثارة والندية حاضرة ومضمونة لمتابعي دوري روشن وجماهير الأندية المتنافسة.

وينتظر أن تشهد مباريات الجولة 20 من عمر الدوري في الثلاثة الأيام القامة بدءًا من اليوم، جدية وحرصًا كبيرًا من جميع الفرق على حصد المزيد من النقاط، خصوصًا تلك التي تطمح باللقب أو الأخرى التي تحاول الابتعاد عن خطر الهبوط والدخول في نفق الحسابات والاحتمالات في آخر جولات الدوري، الأمر الذي يزيد من الضغط والتركيز لدى مدربي هذه الفرق وطاقمه الفني، ومثلهم الأجهزة الإدارة المطالبة بتهيئة مختلف الظروف اللازمة لتقدم فرقها المأمول منها.

ولعل مواجهة الأهلي والنصر المرتقبة اليوم في جدة، هي من تستحق أن تكون قمة هذه الجولة، نظير جماهيرية الفريقين، وتاريخ مواجهاتهما العريق ومدى الإثارة التي اعتاد الجميع أن تكون حاضرة فيها، بجانب حظوظهما القائمة بقوة في المنافسة على لقب الدوري، بالإضافة إلى ما يمتلكانه من مقومات فنية والنجوم العالميين من اللاعبين القادرين على صناعة الفارق، وأخيرًا التقارب النقطي بينهما الذي يرفع من قيمة الفوز في هذه المواجهة، إذ يكون بمثابة نيل 6 نقاط، لأن الفائز سيظفر بـ 3 نقاط وسيكلف الخاسر ضياع 3 نقاط ثمينة جدًا.
ويبدو أن الفريقين يعيشان حاليًا ظروفًا جيدة وأوضاع مستقرة، بسبب النتائج الإيجابية الأخيرة التي حققها كل منهما على صعيد مسابقة الدوري أو حتى على صعيد البطولة القارية، إلى جانب أنهما سيحظيان بخدمات أهم لاعبيهم، الذين هم في أتم الجاهزية لتقديم أفضل العطاء داخل المستطيل الأخضر مساء غد الخميس، الذي سيشهد أيضًا مواجهتين لحساب ذات الجولة، الأولى في نجران بين الأخدود وضمك، والثانية في الرياض بين الشباب والقادسية وهما الطامحان أيضًا على المنافسة على قمة الترتيب.
المتصدر الاتحاد بدوره تنتظره السبت مباراة مهمة ولو بدت سهلة، عندما يحل ضيفًا ثقيلًا على الوحدة صاحب المركز 17 قبل الأخير بـ 13 نقطة، الذي يعيش ظروف صعبة على مستوى النتائج، والفريق الوحيد الذي لم يستفد من فترة الانتقالات الشتوية لتدعيم صفوفه بلاعبين جدد، لذا يتأمل الاتحاديون أن يحسموا هذه المباراة مبكرًا، وعدم فتح مجال لأي مفاجأة قد تحدثها الوحدة، خصوصًا أن مواجهتهما دائمًا ما كانت فيها الإثارة حاضرة تاريخيًا، إذ لم تخضع في مناسبات عديدة للعوامل الفنية لأن العامل النفسي كان صاحب الكلمة الأعلى.
من جانبه يبحث الهلال عن استعادة توازنه بعد تعثر أخير في الجولة الفائتة في مواجهته في أبها مع ضمك، بل أنه هو من استطاع أن يعود بهدف التعادل عن طريق لاعبه الصربي سافتش في الدقائق الأخيرة من زمن المباراة، ويخرج منها متعادلاً على أقل تقدير، لذا يدخل مواجهته مع ضيفه الرياض في هذه الجولة وهو عازم على حسم نتيجة المباراة لصالحه، بالرغم من الجودة الفنية التي يمتلكها الرياض والمستويات المحترمة التي يقدمها هذا الموسم مع مدربه الفرنسي صبري النموشي، والتي أسهمت في احتلاله للمركز السابع بـ 28 نقطة، ويطمح إلى ضمان البقاء في المنطقة الآمنة في سلم الترتيب، خصوصًا مع التقارب النقطي بين الفرق في هذه المنطقة من جدول الدوري.
يذكر أن يوم الجمعة سيشهد غير هذه المواجهة مباراتين أخريين، يلتقي في الأولى منهما العروبة والخلود في مدينة سكاكا بالجوف، فيما يأمل الاتفاق مواصلة تألقه الذي أظهره بعد أن تسلم المدرب الوطني سعد الشهري دفة قيادته الفنية، وذلك عندما يقابل متذيل الترتيب الفتح الذي يعيش تحسن نسبي في آخر مواجهاته، بعد أن أنهى الدور الأول بحالة سيئة لم يشهدها منذ أن بدأ اللعب في دوري المحترفين، الأمر الذي أودى به في قاع الترتيب، وصعّب مهمته للخروج من هذا المركز، استنادًا إلى استنفار باقي فرق الدوري لطاقاتها هي الأخرى لتحقيق أفضل النتائج التي تجنبهم فقدان أفضلية البقاء هذا الموسم الذي يلحظ قوة المنافسة فيه وتقارب المستويات الفنية بين الفرق، مما يجعل توقع نتائج كل جولة أصعب منه في ما يسبقها من جولات.
وسيشهد يوم السبت بالإضافة إلى مباراة الوحدة والاتحاد، مباراتين أيضًا، يستقبل الخليج في أحدهما ضيفه التعاون في الدمام، ويحل الفيحاء في المباراة الأخرى مع الرائد على ملعبه ببريدة.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version