انخفضت أسعار النفط بأكثر من 2% يوم الجمعة مع تراجع مخاوف المتعاملين من انقطاع الإمدادات لفترات طويلة بسبب إعصار في خليج المكسيك بالولايات المتحدة. قادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي الانخفاض، إذ انخفضت بنسبة 2.8%، أو 2.01 دولار، إلى 70.35 دولار للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي بنسبة 2.3%، أو 1.77 دولار، إلى 73.86 دولار للبرميل.
وقد أوقف منتجو الطاقة أكثر من 22% من إنتاج النفط في خليج المكسيك بالولايات المتحدة بحلول يوم الخميس كإجراء احترازي للاستعداد لإعصار رافائيل، مما ساعد في رفع أسعار النفط بأكثر من 1% في الجلسة السابقة. ومع ذلك، قللت أحدث التوقعات بشأن مسار رافائيل وشدته من المخاطر التي تهدد إنتاج النفط من خليج المكسيك بالولايات المتحدة.
على الصعيد العالمي، فشلت أحدث حزم التحفيز الاقتصادي في الصين في إقناع بعض المتعاملين في سوق النفط. وقد شهدت الأسهم العالمية انخفاضًا في الأسواق العالمية بسبب هذا الفشل، مما أثر سلبًا على أسعار النفط. يُذكر أن الصين تُعتبر أحد أكبر مستهلكي النفط في العالم، ولذلك فإن أي تراجع في الطلب الصيني يمكن أن يؤثر سلبًا على أسعار النفط العالمية.
على صعيد آخر، يتابع المستثمرون عن كثب تطورات العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران وتأثير ذلك على السياسات الخارجية والإمدادات العالمية للنفط. فإذا تأزمت العلاقات بين البلدين، فإن ذلك قد يؤدي إلى انخفاض الإمدادات العالمية للنفط وبالتالي زيادة في الأسعار. وقد قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية على إيران، مما أدى إلى تقليل صادرات النفط الإيرانية وزيادة التوترات بين الطرفين.
يتوقع الخبراء أن يظل سوق النفط تحت ضغوط سلبية في الفترة القادمة، خاصة مع تنامي المخاوف بشأن الإمدادات والطلب العالمي على النفط. كما يُنظر إلى عوامل مثل تطورات السياسة في الشرق الأوسط والصين وأمريكا اللاتينية باهتمام كبير لفهم تأثيرها المحتمل على حركة أسعار النفط في المستقبل.
واختتمت أسعار النفط يوم الجمعة على انخفاض ملحوظ بسبب تراجع مخاوف المتعاملين من انقطاع الإمدادات نتيجة لإعصار في خليج المكسيك وفشل حزم التحفيز الاقتصادي في الصين في دفع أسعار النفط للارتفاع. يبقى السوق عرضة للتقلبات في الأيام القليلة المقبلة، وعلى المتعاملين متابعة التطورات السياسية والاقتصادية بدقة لضمان تحقيق الاستثمارات المربحة.