هبطت أسعار النفط بأكثر من دولار يوم الثلاثاء، حيث قام المتعاملون بجني الأرباح من موجة صعود في الجلسة السابقة التي رفعت السوق إلى أعلى مستوى في أكثر من شهر. ويرجع ذلك جزئياً إلى مخاوف من أن الشرق الأوسط قد يكون على شفا حرب في المنطقة بأكملها. هبطت العقود الآجلة لخام برنت إلى 79.76 دولار للبرميل، بانخفاض قدره 1.5%، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 75.95 دولار للبرميل.
في الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة للخامين القياسيين بأكثر من 3% يوم الاثنين إلى أعلى مستوياتها منذ أواخر أغسطس. وهذا الارتفاع يأتي بعد مكاسب أخرى تمت الأسبوع الماضي وبنسبة 8%، وهو أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من عام. ويرجع هذا الارتفاع إلى المخاوف من أن تصل الأوضاع في المنطقة إلى مستويات تعرض إمدادات النفط من الشرق الأوسط للتعطيل.
بدأ ارتفاع أسعار النفط بعدما أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل في الأول من أكتوبر، حيث تعهدت إسرائيل بالرد وتدرس خياراتها للتصعيد. ويعتبر القطاع النفطي في إيران هدفا محتملاً بالنسبة لإسرائيل. تزيد هذه الأحداث من التوتر في المنطقة وتثير مخاوف المستثمرين، مما يؤدي إلى تقلبات في أسعار النفط على المستوى العالمي.
وفي هذا السياق، يتوقع أن تبقى أسعار النفط تحت ضغوط تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ إن تخفيضات الإمدادات من إيران وفنزويلا تعتبر مشكلة إضافية. ينظر المستثمرون أيضًا إلى اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” المقرر في ديسمبر لتحديد سياسة الإنتاج المستقبلية.
بشكل عام، يتوقع الخبراء أن يظل سعر النفط مرتفعًا نسبيًا في الأشهر القادمة، نظرًا للعوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي تؤثر عليه. ونظرًا لأن النفط يعتبر من أهم الموارد الاقتصادية على مستوى العالم، فإن أي تقلب في أسعاره يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الاقتصادات العالمية والشركات المعتمدة على النفط كمورد أساسي لها. وبالتالي، يجب متابعة التطورات في سوق النفط بانتباه لضمان استقرار الاقتصاد العالمي بشكل عام.