تعد “العيدية” من العادات الجميلة التي تعكس روح التكافل الاجتماعي بين الناس، حيث تُعتبر تقليدا يُحتفظ به من جيل إلى جيل في المملكة العربية السعودية. تُقدم العيدية في صباح عيد الفطر للأطفال كهدية تعبر عن الفرحة بحلول العيد، وهي عادة ما تكون عبارة عن مبالغ مالية صغيرة أو هدايا أخرى تُعبر عن الحب والتقدير. وتُعد العيدية جزءا مهما من مراسم العيد، حيث ينتظرها الأطفال بفارغ الصبر للحصول عليها والتمتع بمضمونها.

تحرص العوائل على تجهيز وتغليف العيدية بطريقة جميلة وملفتة للنظر، وتزينها بألوان مختلفة وأشكال متنوعة لجعلها أكثر جاذبية للأطفال. تُقدم العيدية بعد صلاة العيد حيث ينتقل الأطفال من منزل إلى منزل لزيارة الأقارب والجيران واستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة العيد، حيث يحصلون على العيدية كجزء من هذه الزيارات. وتتنوع الهدايا التي تقدم كعيدية بين ألعاب وحلويات وعطورات ومبالغ نقدية، مما يضيف للأطفال جرعة إضافية من الفرح والسرور خلال أيام العيد.

يعتبر تقديم العيدية جزءاً من السنة النبوية، حيث تُعتبر هديّة مفروضة لأفراد الأسرة في عيد الفطر المبارك، وهو تقليد يستمر منذ قديم الزمان ويعكس الروح الايجابية للعيد والتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع. وتعد العيدية أيضاً وسيلة لتعزيز العلاقات الاجتماعية وتوطيد الروابط بين الأهل والأصدقاء والجيران، حيث يُعتبر تبادل العيدية بين الأطفال خطوة إيجابية لتعزيز النفوس وتعزيز الروابط الاجتماعية بينهم.

تتميز العيدية بتعدد أشكالها وأنواعها، حيث تختلف المبالغ المالية التي تُقدم كعيدية وتكون في بعض الأحيان بحسب قدرة كل عائلة واحتياجات الأطفال. وتُعتبر العيدية فرصة للأباء والأمهات لتعليم الأطفال قيم العطاء والتضامن والتكافل الاجتماعي، حيث يتلقى الأطفال العيدية بشكل سلسل وبسيط يعكس مدى الرغبة في تحقيق الفرح والسرور لهم. إن تقديم العيدية يعتبر تقليداً يزيد من متعة العيد ويعزز الروابط الاجتماعية بين الأفراد في المجتمع.

في النهاية، تظل العيدية جزءاً مهماً من تراثنا الثقافي والاجتماعي في المملكة العربية السعودية، حيث تعكس قيم التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع وتساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية وتوطيد الروابط العائلية والاجتماعية بين الأفراد. تظل العيدية رمزاً للفرح والسرور في أيام العيد، وتجسد بشكل ملموس روح المحبة والتضامن التي تسود أجواء العيد في المملكة. إن تقديم العيدية يعتبر لحظة سعيدة تجمع الأسرة والأصدقاء وتجعل أيام العيد أكثر ابهاراً وجمالاً.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version