في النظم الديكتاتورية، يصل تبجيل الحاكم إلى مستويات غير معقولة من التقديس، حيث يتزايد التعظيم للسيد الزعيم مع زيادة قسوة النظام وإغلاقه. وهذه الظاهرة شاهدناها في حكم هتلر في ألمانيا وموسوليني في إيطاليا وتشايفوسكي في رومانيا وماو تسي تونج في الصين وحتى عبد الناصر في مصر وصدام حسين في العراق. وتتجلى مظاهر التعظيم في إقامة التماثيل وتعليق الصور وإطلاق الأسماء على الشوارع والميادين.

بعض الشعوب تصدق نفسها وتظل متمسكة بمظاهر التعظيم حتى بعد وفاة الحاكم، مدفوعة بالخوف والتملق. تجسد ذلك في تحنيط جسد لينين في روسيا وصيانته للأجيال القادمة ودراسة مخه. كما حدث مع أنشتاين كمعبود للعلماء ومحبي الفيزياء بعد وفاته، حيث تم انتزاع مخه لدراسته ولكن الأبحاث أظهرت أن مادة المخ لا يحدد مقدار العبقرية بل العوامل الأربعة: الذكاء، البيئة، الرغبة والظهور بالوقت المناسب.

في المجتمعات الحرة، يمكن أن يحدث تعظيم للأفراد لأسباب سياسية أو دعائية، مثل ترويج الدعاية اليهودية لأنشتاين كمثال على العبقرية اليهودية. ويرى الباحثون أن العبقرية ليس مرتبطا بحجم المخ بل بالعوامل الأخرى. ويتساءلون عن سر ديمومة الغباء المطلق في بعض الحالات.

إذا، يبدو أن تبجيل الحكام والأفراد العظماء يمكن أن يتجاوز الوفاة ويتحول إلى عبادة وتعظيم يفقد الواقعية في بعض الأحيان. ومن الضروري التوعية بأن العبقرية لا تأتي من حجم المخ وحده بل من مجموعة من العوامل المتنوعة تتفاعل معاً.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.