تشهد المناطق الزراعية بجبلي شدا الأسفل والأعلى في القطاع التهامي من منطقة الباحة زراعة “البُن الشدوي” بشكل كبير بسبب المناخ الخاص الذي يساعد في نمو هذا النوع من البُن. ويرتبط تاريخ زراعة البُن في هذه المنطقة بقصة وشهرة هذه الشجرة العجيبة التي تعتبر الأصعب في العناية بها على الإطلاق.

يُعتبر إنتاج البُن من جبلي شدا مهماً لأهالي تلك المنطقة، حيث يمتد العمل في الزراعة والعناية بالبُن لمدة تصل إلى 3 سنوات. يتم جمع البُن ونقله لأسطح المنازل للتجفيف تحت أشعة الشمس لفترة تصل إلى 3 أيام، ثم يجرش ويفرز ليتم تجفيفه مرة أخرى بعدها. ويحافظ أهالي جبلي شدا على تقليد زراعة البُن بهدف الحفاظ على موروثهم الزراعي الذي يمتد لمئات السنين.

ويعتبر البُن المنتج من جبلي شدا بمذاقه المميز والنادر جزءاً مهماً من الثقافة المحلية والتراث في تلك المنطقة. ويقول أهالي الجبلين إن إنتاج البُن يبلغ حوالي 1000 مداً سنوياً، مما يشكل جزءاً كبيراً من اقتصادهم المحلي. ويرى الكثيرون في تذوق فنجال من القهوة السعودية بنكهة الطبيعة تجربة فريدة ومميزة.

تتطلب زراعة وإنتاج البُن اهتماماً وعناية خاصة، حيث يتم تجفيف حبات البُن المجمعة وتحويلها إلى اللون الأسود وفقدان الرطوبة، ثم يتم جرش البُن وفرزه لإزالة القشرة وتحضيره للبيع. ويستخدم الأهالي تقنيات تقليدية وعصرية في عملية التجفيف والتجهيز، بهدف الحفاظ على الجودة الفائقة لهذا البن النادر.

تعتبر زراعة البُن في جبلي شدا جزءاً من عادات وتقاليد أهالي تلك المنطقة، وموروث زراعي يمتد لعدة أجيال. ويعمل المزارعون بجد واجتهاد على الحفاظ على هذا الموروث وتطويره، بغية إمتاع العالم بمذاق القهوة السعودية الشهية المستخلصة من بُن جبلي شدا. وتعتبر هذه الزراعة مصدراً رئيسياً للدخل لسكان المنطقة ومحفزاً للاهتمام بالعمل الزراعي التقليدي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version