منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مهند هادي، وصف الوضع الإنساني شمال غزة بأنه يتجاوز الخيال، حيث يعاني السكان المدنيون من معاناة كبيرة نتيجة للحرب المستمرة. وخلال زيارته لأماكن النزوح، أكد هادي أن عدد النازحين في مدرسة المأمونية بغزة ارتفع بشكل كبير، مع نقص في الغذاء والمياه النظيفة وانتشار النفايات، مما يشكل تهديداً لانتشار الأمراض بين السكان.
وأشار هادي إلى أن الغذاء أصبح سلعة نادرة في شمال غزة، حيث يضطر الأهالي للتكيف مع الأوضاع الصعبة والاعتماد على مواد بسيطة مثل العدس والماء لتلبية احتياجاتهم الأساسية. كما تفقد منسق الشؤون الإنسانية مساحة تعليمية مؤقتة للأطفال تُسمى “النيزك”، التي يتلقى فيها 510 طالب دروساً أساسية ودعماً نفسياً، في ظل تدهور الحالة التعليمية نتيجة لانقطاع التعليم وتدمير المدارس.
وفي هذا السياق، حذرت 15 منظمة إنسانية أممية ودولية من أن جميع الفلسطينيين شمال غزة يواجهون خطر الموت الوشيك نتيجة للأمراض والمجاعة والعنف، وأن القيود المفروضة على الوصول تعيق جهود تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين. وطالبت تلك المنظمات بضرورة إنهاء الحرب وإيجاد حل سياسي للأزمة من أجل تحسين الوضع الإنساني والحد من المعاناة التي يعيشها السكان.
وأكد منسق الشؤون الإنسانية على إهمال الأوضاع الإنسانية شمال غزة وضرورة التحرك عاجلاً لتقديم المساعدات الضرورية للمتضررين، وتحسين الوضع الصحي والتعليمي في المنطقة. وقد أثارت الزيارة الأولى لهادي لأماكن النزوح العديد من التساؤلات حول مستقبل السكان المتضررين وضرورة تحرك المجتمع الدولي لحمايتهم وتوفير الدعم اللازم.
بالنظر إلى مخاطر الأمراض والمجاعة والعنف التي تهدد حياة السكان الفلسطينيين شمال غزة، يتطلب الوضع تدخلاً عاجلاً وفعالاً لتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة وإنهاء الحرب المستمرة. وتعتبر حالة الطوارئ الإنسانية في المنطقة مسؤولية المجتمع الدولي وجميع الأطراف المعنية، لضمان حماية السكان المدنيين وتحقيق استقرار إنساني يلبي احتياجاتهم الأساسية.
وفي الختام، يجب على المجتمع الدولي والأطراف السياسية المعنية العمل بجدية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الحالية وضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، من خلال تقديم الدعم الإنساني اللازم والعمل على توفير الحماية والرعاية للمدنيين المتضررين. ويجب أن يكون الأولوية الأساسية هي إنهاء الحرب والعنف والعمل على بناء مستقبل يضمن السلام والازدهار للجميع في المنطقة.