أوضح الاستشاري الأمراض الوراثية والجينات السرطانية هاني الأفغاني أن المصاب بمتلازمة “برادر ويلي” يعاني من عدم الشعور بالشبع، حيث أن لديهم تشوهات جينية تؤثر على الأعصاب ومناطق معينة في الدماغ تجعلهم غير قادرين على الشعور بالشبع بشكل طبيعي. وأشار الأفغاني إلى أن كل إنسان لديه حد معين في تناول الطعام، وبمجرد تجاوز هذا الحد يبدأ بالشعور بالشبع، ولكن لأصحاب متلازمة “برادر ويلي” لا يوجد حد للشبع بسبب الاختلالات الجينية التي يعانون منها.
وأوضح الأفغاني أن هذه التشوهات الجينية تؤدي إلى تعطيل بعض الوظائف الطبيعية في الجسم، مثل الإحساس بالشبع، مما يجعل المصاب بمتلازمة “برادر ويلي” يستمر في تناول الطعام دون أن يشعر بالشبع، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة وأمراض أخرى ذات علاقة بزيادة الوزن. ويرجع السبب في ذلك إلى أن الشخص المصاب بمتلازمة “برادر ويلي” يعاني من نقص في هرمون اللبتين، الذي يلعب دوراً هاماً في تنظيم الشهية والشعور بالشبع.
وشدد الأفغاني على أهمية الكشف المبكر عن هذه المتلازمة والتعامل معها بشكل فوري، مشيراً إلى أنها تصنف ضمن الأمراض الوراثية النادرة التي يجب متابعتها باستمرار من قبل فريق طبي متخصص. وأوضح أنه يمكن تشخيص متلازمة “برادر ويلي” من خلال فحوصات جينية واختبارات طبية، وبناء على النتائج يمكن وضع خطة علاجية مناسبة للتعامل مع المشاكل الصحية التي قد تنجم عنها، مع التركيز على الحفاظ على وزن صحي وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة.
وأشار الأفغاني إلى أنه بالرغم من ندرة هذه المتلازمة، إلا أنه يجب الانتباه للعواقب الصحية الخطيرة التي قد تنجم عنها، والتي تشمل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الأمراض التي تتطلب علاجاً مستمراً ومتابعة طبية دقيقة. وشدد على أن الوقاية خير من العلاج، وأن توعية الناس بأهمية النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة بانتظام تسهم في تقليل مخاطر الإصابة بهذه الأمراض.
وفي الختام، دعا الأفغاني إلى زيادة الوعي والتثقيف حول متلازمة “برادر ويلي” وكيفية التعامل معها، من خلال توفير المعلومات الصحيحة والدقيقة للناس، وتشجيعهم على زيارة الأطباء المتخصصين للحصول على التشخيص والعلاج المناسب في حال تم تشخيصهم بالمتلازمة. وأكد على أهمية دعم الأبحاث الطبية الخاصة بهذه الحالة للعثور على حلول فعالة لمعالجتها والحد من انتشارها، بهدف تحسين جودة حياة المصابين وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة ونقص اللبتين.