يحرص أهالي محافظة الوجه في كل عام على إقامة موائد الإفطار الرمضانية داخل الأحياء، في مشهدٍ يجسد أصالة الكرم وروح التكافل التي توارثوها جيلًا بعد جيل.

ففي شهر الخير، تنتشر موائد الرحمة، ويلتف الصائمون حولها بمزيجٍ من الإيمان والألفة، مستشعرين روحانية الشهر الفضيل وعظمة هذا الوقت المبارك، الذي يمر عليهم كل عام منذ طفولتهم وحتى مشيب الكبار منهم.

ويبدأ الجميع في تقديم الوجبات لكبار السن أولًا، ثم للضيوف ولمن يجاورهم، في صورة تُظهر روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، وتجسد إحدى العادات الرمضانية التي تهدف إلى تعزيز التواصل والتسامح بين الناس.
ويحظى هذا الإرث الرمضاني بمشاركة واسعة من الفرق التطوعية والجهات الخيرية، التي تسهم في تنظيم الموائد وتجهيز الوجبات، ساعيةً إلى ترسيخ مكانة الوجه كوجهةٍ للخير والعطاء، حيث يجسد هذا الجهد قيم الإسلام السامية في الإحسان وإكرام الضيف.
ويظل الإفطار الجماعي في محافظة الوجه مشهدًا استثنائيًا تتجلى فيه روح المودة والأخوة في لحظاتٍ تتوحد فيها القلوب، ويجتمع فيها الصائمون على موائد عامرة بالبركة. ليبقى هذا الإرث الكريم شاهدًا على كرم أهل المحافظة، ورمزًا للمحبة التي تجمع بين سكانها والمقيمين فيها من كل مكان.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.