في موسم حصاد نبات الذرة في منطقة عسير، يتجه الكثير من الأهالي والسياح لتناول الأكلات الطازجة والمتنوعة التي تحضر من المحاصيل. الذرة تعد واحدة من أهم أنواع الحبوب البلدية في فصل الخريف في هذه المنطقة، وتحمل هذه الأكلات العديد من المسميات والقيم الغذائية الهامة. الصعيف والفيد هما نموذجان شهيران من الأكلات الغذائية التي ينعم بها سكان المنطقة ويفضلونها.

يبدأ زراعة نبات الذرة في منطقة عسير في أواخر الربيع وأفضل موسم لها هو موسم الثريا، وتسمى في عرف الناس “مذاري الكفوف” بسبب طريقة زراعتها. يتم زراعة أنواع مختلفة من الذرة في المنطقة مثل الصفراء والقشاشي والخيواني والحمري. تتميز هذه الأصناف بألوانها المختلفة وتستغرق زراعتها حوالي ستة أشهر. يتم حصاد الذرة في جبال السروات في عسير وقد يتم غلي بعض الأكواز لتناولها كوجبة سريعة تسد الجوع.

في زمننا الحالي، ما زالت الزراعة تعد حرفة أساسية يمارسها الأهالي في منطقة عسير، خاصة زراعة الحبوب مثل الذرة والقمح والشعير. تتضمن عملية زراعة الذرة عدة مراحل تبدأ بتهيئة التربة وزراعتها ثم رعايتها وسقيها حتى يتم حصاد المحصول. يصرح الباحث حسن بن عمير الوادعي أن نبات الذرة يتكون من جذور ليفية كثيفة وساق ذي عقد وسلاميات وأوراق شريطية. وهذا النبات ينتمي للعائلة النجيلية ويتميز بأوراقه الطويلة والغنية بالعناصر الغذائية.

في الزمن القديم، كان يتم حفظ حب الذرة بمدافن تحفظ فيها حبوب الذرة لعدة أعوام دون أن يتأثر بالآفات أو الرطوبة. يستخدم حب الذرة في تحضير العديد من الأطعمة مثل الخبز والعصيد والغلية التي يتم تقديمها للرعاة والمسافرين. يظل الذرة تسلية طعام هامة لسكان المنطقة ويحرصون على الاحتفاظ بها في ظروف جيدة للاستمتاع بفوائدها الغذائية.

ما زالت مزارع الذرة في منطقة عسير تعمل بجد لزراعة وحصاد المحاصيل، حيث يعتبرون الذرة واحدة من أهم المحاصيل التي يعيشون عليها. يعملون بحب واجتهاد لغرس الذرة والعناية بها حتى يتمتعون بحصاد جيد يحقق غنى وازدهار لهم. تواصل الأجيال القديمة والشباب في المنطقة هذه التقاليد الزراعية التي تحمل قيمة تراثية واقتصادية معاصرة. تعد زراعة الذرة جزءا لا يتجزأ من حياة سكان عسير وتمثل وحداتهم الزراعية الرئيسية التي يعتمدون عليها في تأمين رزقهم وتوفير الغذاء الصحي اللازم.

باستمرار نجاح الزراعة في منطقة عسير وتمسك السكان بتلك العادات والتقاليد، يبنون مستقبلهم الزراعي على أسس قوية. يستمرون في زراعة الذرة والحبوب الأخرى والاهتمام بالتربية الزراعية لضمان استمرار إنتاجهم الزراعي. تعكس مزارع الذرة في عسير العزم والإصرار على العمل الزراعي وتطويره، مما يعزز دورهم في توفير الغذاء الآمن والصحي للمجتمع والمحافظة على تراث الزراعة السعودية التقليدية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version