يعتبر متحف الفن الإسلامي في قطر واحدة من أفضل مجموعات الفن الإسلامي في العالم، حيث يعرض تحت سقف واحد مجموعة من الروائع الفنية التي تمثل التنوع الذي يتمتع به التراث الإسلامي على مدار 14 قرنا. تأسس المتحف في فبراير 2008، ويعتبر أحد أبرز المشروعات التي أطلقتها متاحف قطر. تم تصميم مبناه بواسطة المهندس الصيني الأميركي العالمي الشهير آي إم باي، الذي ألهمه خطوط المعمار الإسلامي التقليدية. يحظى المتحف بإطلالة بانورامية على الواجهة البحرية لمدينة الدوحة.
يحتوي متحف الفن الإسلامي على أروع المقتنيات الفنية الإسلامية في العالم، التي تغطي 1400 عام من التاريخ الإسلامي في 3 قارات. تشمل المعروضات اللوحات الفنية ولوحات الخط الإسلامي والقطع الخزفية والمجوهرات والمنسوجات والمنحوتات الخشبية والعملات المعدنية وغيرها. تم جمع هذه المقتنيات من مجموعة متنوعة من المصادر عبر 3 قارات ودول مختلفة مثل الهند وإسبانيا والشرق الأوسط. يتولى فريق متخصص من الأمناء والخبراء تحافظ على هذه المقتنيات الثمينة ويجددونها باستمرار.
يوفر متحف الفن الإسلامي لزواره فرصة استكشاف 18 معرضا فنيا دائما، حيث تم تنظيمها حسب الفترات التاريخية والجغرافية والمواضيع المختلفة. كما يقدم دليل صوتي بالمعلومات ليصحب الزائرين خلال جولتهم في المتحف. من أبرز قطع المجموعة الدائمة في المتحف: مزهرية ميا من البصرة من القرن العاشر الميلادي وقلادة فاراناسي من السلالة المغولية وقلادة الصقر المرصعة بالجواهر. ينظم المتحف أيضا أنشطة تعليمية لطلاب المدارس والعائلات، مما يجعله جزءا حيويا من المجتمع.
استوحى مصمم المتحف تصميمه بشكل خاص من السبيل أو نافورة الوضوء الموجودة في مسجد أحمد بن طولون في القاهرة. يجمع المبنى بين الخطوط المعاصرة والأشكال الإسلامية التقليدية مثل القناطر والزخارف الهندسية والقباب. يقع المتحف على جزيرة مبنية خصيصا على الكورنيش في الدوحة ويضم 4 طوابق تتضمن معارض دائمة ومؤقتة، بالإضافة إلى مكتبة تراثية تحتوي على 21 ألف كتاب، من بينها 2000 نسخة نادرة.
يعتبر متحف الفن الإسلامي في قطر واحدا من الوجهات المثيرة لعشاق الفن والثقافة من مختلف أنحاء العالم، حيث يتمتع بسمعة عالمية كواحد من أفضل المتاحف التي تعرض الفن الإسلامي في العالم. تقام في المتحف معارض مؤقتة تستقطب أعمالا فنية ومقتنيات من جميع أنحاء العالم، مما يثري تجربة الزوار ويضيف الجديد والمميز إلى المعارض الدائمة التي يتمتع بها المتحف. كما يقدم المتحف العديد من الأنشطة التعليمية لجميع الفئات العمرية ويشكل جزءا حيويا من المجتمع المحلي والعالمي.